لم يزل الدكتور حسن الترابي موضع جدلا بعد وفاته كما كان في حياته .موضوع الجدل هذه المرة ليس من صنع حيرانه او جماعته في الموتمر الشعبي الذين انصرفوا عن اعادة ترتيب بيتهم بالحديث عن مناقب الشيخ وكراماته ولم يزالوا تائهين بين البقاء كحزب او العودة الي احضان امهم الحنون (الموتمر الوطني)........الموضوع هذه المرة بترتيب الشيخ نفسه قبل وفاته وكأنه أراد ان يقول لنا ما قاله المتنبي (انوم عيوني عن شواردها. .....ويسهر الخلق جراها ويختصموا).....فقد أعلنت قناة الجزيرة بث حلقات مع الدكتور الترابي اشترط نشرها بعد وفاته....وقال مقدم برنامج شاهد علي العصر احمد منصور علي صفحته في الفيس بوك انه سيبث حلقات جديدة مع الدكتور الترابي سجلها قبل وفاته دون ان يحدد تاريخ بثها. يعتقد البعض ان الدكتور قد يكشف في هذه الحلقات الكثير من (المستور) الذي لم يستطع الكشف عنه في حياته ....وذهب البعض الي ابعد من ذلك بالرهان ان الحلقات سوف لن تبث حيث انه ستنشط الدبلوماسية بين الخرطوم وقطر لمنع بث الضحلقات او علي اقل تقدير اطلاع الأجهزة الأمنية السودانية عليها قبل بثها. أنا شخصيا اعتقد ان الدكتور ليس لديه من المستور ما يقوله فقد بلغ به الفجور في الخصومة بعد المفاصلة الشهيرة بالقول في الحكومة والرئيس ما لم يقله مالك في الخمر ......فقد وصف الرئيس بالعنصرية والجبن في الهروب من المحكمة الدولية والفساد في قوله علي لسان الدكتور (اذا رايتموني ابني منزلا فاعلموا أني فسدت) ...... بتوثيق مسجل لا زال الناس يتداولونه في أسافير الشبكة العنكبوتية .الامر الاخر ان الرجل عرف في حياته بالجراءة في التعبير عن افكاره الدينية والسياسية حتي ولو خالفه فيها الكثيرون ....وهو كذلك لا يهاب السجون والمعتقلات التي قضي فيها جل عمره .....ولذلك لا اعتقد انه يود التصريح بشي عجز عن البوح به في حياته . اغلب الظن وان الرجل قد مات وفي قلبه حسرة عن فشل المشروع الحضاري في تقديم نموذج تقتدي به الجماعات الاسلامية العالمية بل بالعكس فقد اسأت تجربة الانقاذ للحركة الاسلامية عموما كما يعتقد معظم قادة الحركة الاسلامية في السودان وهو ما عبر عنه صراحة الدكتور الطيب زين العابدين في حوار صحفي اجري معه قبل ايام بالاضافة الي ما شهده الرجل من تشظي وانقسام بين عضوية الحركة قد يكون سببا في الاحتفاظ ببعض النصائح لتوحيد الجماعة ولم الشمل الي ما بعد الموت علها تكون أقوي وقعا وأكثر قبولا والدمع لم يزل في الماقي علي كل فكما كان من الصعب التكهن بما يقوم به الشيخ في حياته فإنه من الاصعب التكهن بما يقوم به الشيخ من بعد مماته ....فلنترقب ما تسفر عنه الأيام [email protected]