تابعت بشغف شديد فاعليات امسيات معهد جوته بالخرطوم التي تم عرض من خلالها عدد من الافلام السودانيه لمجموعه من المخرجات , تحت شعار ( صانعات افلام سودانيات) كانت امسيات الخرطوم هذه بمثابه بقعه ضوء و بوابه وفرصه حقيقه للتعرف علي امكانيات المرأه السودانيه , باعتبارها مبدعه وصانعه قرار في مجال الثقافه , وركيزه مهمه للتطور الاجتماعي الذي يدعو الي المساوه والكرامه الانسانيه للجميع رجالا ونساء . من خلال الامسيتين التي تم عرض ما لايقل عن 20 فيلم , دار نقاش وحوارهادئ و جميل حاولت هذه الشبات المخرجات اثراء المكان والحضور الباهي بالافكار الناصعه والمتقدمه وذلك عن طريق ارساء و ايجاد سينما بديله للطرق التقليديه في التعامل مع قضايا المرأه, سينما جديده تساعد علي اكتشاف وجهه نظر النساء باعتبارهن صانعات افلام ومنحهن الفرصه للتعبير عن قضايهن ورأيهن في المجتمع , لتصل الفكره الي مجتمعنا لان الصوره تعادل الكثير من التعبير والكلام في رأيهن . كل هذا ويجب ان لاننسي بان السينماء تؤثر علي توجهات الراي في دول العالم الثالث كما تفعل في العالم الاول لانها ترفع من مستوي الوعي الجماعي وفي اعتقادي ان نجاح هذه الامسيات السينمائيه يرجع بامتياز للعامل المشترك بين هولاء المخرجات السينمائيات بما لديهن من شجاعه كبيره في التعبير عن ذواتهن من خلال الصوره السينمائيه. فقد تغلبن علي الرقابه الذاتيه التي يفرضها عليهم المجتمع وخرجن عن الصوره التقليديه واقتربن من جميع نساء بلادهم وسلطن الضوء علي قدره المرأه وقدراتها علي التغير واشير هنا وبشكل خاص بفيلم (أمل) للمخرجه رزان قمر الخطيب الذي يعكس معانه فتاه من ختان الاناث الذي سبب لها مشاكل صحيه ونفسيه واجتماعيه معرضا حياتها للخطر والموت في نهايه الفيلم مقدمه لنا انتقاد واضح وصريح للمجتمع السوداني الذي مازال يختن الاناث بالطرق التقليديه ام اللافلام الاخري ومنها فيلم (رغبه) وفيلم (سول ميكر) فقط حاولت كل منهن ان تصنعا اخرجا سينمائيا وفق تقنيات السينما المعاصره من حيث التركيز علي جماليات الصوره بوصفها ( الصوره) هي الحامله للخطاب المضموني الذي يحمل محتوي العمل الفني للمتلقي ويستصحب الصوره موسيقا خلفيه تعمل كاشارات وموجهات ومؤثرات فكريه وشعوريه تساعد المتلقي في تاويل الخطاب الكلي للنص السينمائي وهذا بالضبط ما تصنعه هذه السينما قي تقديم مخرجات جدد وسينما جديده تلحق بصناعه الفبلم السينمائي عالميا وتتجاوز السينما التقليديه التي شهدناها في الماضي لقد انتهت الامسيات بفعاليتها الرائعه وتركت لنا في الذاكره خيوطا من الأمل ودروبا جديده في الفكر والابداع. [email protected]