الاستاذ المرحوم الطيب صالح طرح سؤالا لا زال الشعب السوداني يجتره كل حين وهو من اين اتى هؤلاء؟ وكان يقصد بهؤلاء اهل الانقاذ – وكانت عبقريه السؤال انه طرح باكرا في بدايات الانقاذ واستقراءا لما هو ات من ماسي وكوارث . - المدهش في الامر ان كل هذه التساؤلات والاستفهامات لم تجعل القوم يتراجعوا عما هم فيه من غي وفساد وافساد مما يجعلنا نطرح سؤال اخر وهو ماذا يريد هؤلاء من السودان ومن الشعب السوداني؟ فدرجة الخراب التي انتظمت الدولة في كل الاجهزة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراجع الكبير المصاحب لذلك قاد السودان الى ان تكون دولة معزولة خارجيا ورئيسها مطارد وممنوع عليه السفر لأى دولة والدول القليلة التي تسمح له بالزيارة يتم استجوابها وحصارها دوليا - كل بنيات الدولة التحتية والمشاريع التي كانت قائمة حتي 30/6/1989م انهارت تماما وكل الشعارات التي رفعتها السلطة منذ مجيئها سقطت فعليا فنحن الان نستورد القمح والسكر والملابس والادوية والادوات المدرسية والدولة الان تستجدي الولاياتالمتحدة لفك الحصار وتستجدي دول الخليج لمنحها مزيدا من القروض علما بان ديون السودان ارتفعت من 13 مليار دولار في 1989م الي 48 مليار دولار في العام 2015م والجنيه السوداني تراجع امام الدولار من 12 جنية مقابل الدولار الواحد فى 1989م الي 14,000 (اربعة عشر الف جنية) في العام 2016م ولا زال يواصل انهياره – انقسمت الدولة الي دولتين بعد انفصال الجنوب ولا زال مسلسل التقسيم مرشحا للمزيد - هذا كله ادى الي افقار الشعب والي اضاعة هيبة الدولة – فهل يعقل ان كل ذلك ثم لعدم المعرفة او للجهل بكيفية ادارة الدولة؟ - من الصعب تصور جهل المسئولين او عدم معرفتهم بكيفية ادارة الدولة لسببين - الاول انه من غير الممكن فى عصر المعلومات والتكنلوجيا الذى يعيش فيه العالم ان تفشل دولة فشلا كاملا فحتى دولة مثل سوريا بها حرب اهلية شاملة لم يحدث فيها مثل هذا الانهيار ما بؤكد ان افشال الدولة عمل متعمد وممنهج اذ من غير المعقول ان تصفى دولة كل البنيات التحتية التى كان يعتمد عليها اقتصاد الدولة وتقوم بتشريد الاف الكوادر البشرية المدربة والتى قدر رئيس جهاز العاملين بالخارج اعدادها باربعة ملايين كادر ثم تتحدث عن تنمية وعن اقتصاد معافى والسبب الثانى ان السير الذاتية لمسئولي الانقاذ زاخرة بالعديد من الكفاءات والخبرات والمؤهلات الاكاديمية المتحصل عليها من ارقي الجامعات الامريكية والانجليزية فاغلبهم نهلوا العلم علي حساب الدولة السودانية واستفادوا من مجانية التعليم وبعد ذلك دمروا التعليم فكانوا كمن ارتقي للأعلى بسلم ثم قام بسحب السلم حتي لا يصعد عليه احدا بعده - . - فاذا كانت قيادات الدولة لديها من المؤهلات العليا ومن جامعات عالمية وعاشوا في امريكا واروبا لسنين عدا وشاهدوا كيف تدار تلك الدول وكيف وصلت لما هي علية من تطور وتحضر حتي ان عددا من الوزراء والمسئولين لفرط اعجابهم بتلك الدول نالوا جنسياتها وجوازات سفرها لهم ولأسرهم – اذا لماذا ارادوا الدنية للدولة التى ينتموا اليها والفقر والمسغبة للشعب الذى انجبهم رغم معرفتهم بان الطريق الوعر الذي اتبعوه سيقود حتما الي الثورة عليهم والي زوال نعمتهم فى تهاية المطاف. - في الواقع لا يوجد رد واضح علي مثل هذا السؤال - والرد الوحيد الممكن تخيله هو انهم وصلوا السلطة في غفلة من الشعب والتاريخ ولم يصدقوا ذلك وظلوا يديرون الدولة برزق اليوم باليوم تماما مثل اللص الذي يستعجل السرقة قبل وصول اهل المنزل ولما لم يحضروا في اليوم الاول ولا الثاني استمر فى السرقة وهو يتوقع حضور اهل المنزل فى اية لحظة - لذلك بدأ النهب بالقليل واستمر في تصاعد حتي وصل حد بيع الجامعات- وهذا هو ديدن الاقزام عندما تغفل العمالقة . -ولان الامر كله تم عن طريق الصدفة ولا يوجد تخطيط او ترتيب للحاضر او المستقبل ظل التعامل بينهم وبين بعضهم ايضا يعتمد علي نفس النظرية رزق اليوم باليوم – في لقاء مع شخص اسمه - النيل الفاضل - مع صحيفة الجريدة - وقد قدم له بالصفات التالية :رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني ورئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين ورئيس هيئة شباب احزاب السودان – فى هذا اللقاء ادلى المذكور بتصريحات واجوبة ان دلت تدل علي عقلية القوم في التعامل بعضهم مع بعض وايضا فهمهم للدولة وللشعب . اهم تلك التصريحات كانت : *نعم سجدت امام موكب الرئيس عند عؤدته من رحلة الاستشفاء وسأسجد مرة اخري . *ردا علي سؤال حول تبرعهم بمبلغ عشرة الاف دولار لطلاب غزة – قال ان طلاب غزة اولي بالدعم من المواطن السوداني – وان التبرع لغزة هو عبادة وتقرب لله واننا الحمد لله غير محتاجين . *السيارات التي تم شرائها لاتحاد الطلبة (بوكس دبل كاب) كان عددها 17 فقط وليس 55 سيارة ولا اعرف اسعارها وان امتلاك سيارة الان ما عادت تحدي فيمكن لأي شخص امتلاك سيارة حتي لو كان بائع ماء وسط الخرطوم . *اتهامي بعدم الكفاءة لا يزعجني . *احداث جامعة الخرطوم هي اجندات الحزب الشيوعي . هذا الشخص يبدو من مناصبه انه من شباب المؤتمر الوطني – فاذا كان كبارهم اوصلوا السودان لهذا المستوي من الانهيار واجوبة وتصريحات المسؤول الشاب توضح طريقة تفكير اجيالهم القادمة وبعد ذلك يعتقدون ان الشعب السوداني لا زال يرغب في استمرارهم بالسلطة ولا يحسوا بالغضب المكبوت ولا يروا ارهاصات الثورة القادمة لإزالتهم - فى هذه الحالة يحق لنا ان نصدق المثل الشعبي القائل ان : (المكتولة ما بتسمع الصايحة) . [email protected]