أ/ دفع الله عبد القادر مختار اختصاصي الصحة المهنية – صحة بيئة العمل المحاضر بجامعة الامام المهدي – كلية الطب والعلوم الصحية تحتفل منظمة العمل الدولية وجهات اخري متعددة ذات صلة باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية سنوياً في 28 أبريل لتعزز بناء ثقافة إيجابية للصحة والسلامة المهنية بهدف منع الإصابات والأمراض المهنية عالمياً. و في كل عام تختار منظمة العمل الدولية شعارا محددا للاحتفال باليوم , فشملت السنوات السابقة شعارات مثل شعار " الوقاية من الامراض المهنية " , الوقاية من الاحداث الكيميائية , والمشاركة في بناء ثقافة الصحة والسلامة المهنية ,.... الخ والهدف من تبني الشعار ات المحددة هو نشر لثقافة الصحة والسلامة المهنية للوقاية من الامراض والحوادث في بيئة العمل . الشعار المرفوع هذا العام يتناول قضية الضغوطات في بيئة العمل اسبابها واثارها وسبل الوقاية منها , والجدير بالذكر ان المؤتمر العالمي للصحة والسلامة المهنية رقم (31) الذي انعقد في سول بكوريا في يونيو 2015 الذي نظمته اللجنة الدولية للصحة المهنية وهيئة الصحة والسلامة المهنية الكورية أحتوت اوراقه المقدمة دراسات متعددة عن الاجهاد في بيئة العمل والضغوطات في بيئة العمل ,وشملت مقرراته توصية واضحة للدول عن ضرورة الوقاية والتحكم في مخاطر بيئة العمل الفيزيائية والكيميائية والبيلوجية والعوامل التلاؤمية , والوقاية من الاصابات والامراض المهنية وكذلك العبئ الزائد في العمل ( الاجهاد والضغوطات في بيئة العمل ).... الخ ضغوط العمل هو نمط من التفاعل الذي يحدث عندما تكون متطلبات العمل لا تتناسب مع معارف العمال ومهاراتهم أو قدراتهم و عندها يكون هناك اختلال في التوازن بين المطالب والموارد البيئية أو الشخصية. ونتيجة لذلك يحدث رد فعل واستجابات فسيولوجية، واستجابات عاطفية، واستجابات معرفية وردود فعل سلوكية. وعن مسببات ضغوط العمل هنالك اراء مختلفة لكنها تتفق في ان الظروف المتعلقة ببيئة العمل هي عامل رئيسي ومسبب معتبر لضغوط العمل. ومن حسن المصادفة أيضا ان يكون شعار اليوم العالمي هو موضوع الورقة التي قدمتها في المؤتمر العالمي للصحة المهنية بسيول الذي ذكرته اّنفا , وعنوان الورقة : Workplace Inspection& work stress Impact on Workers' Job performance in Different Industrial Sectors in Khartoum and Omdurman-Sudan" أثر التفتيش وضغوطات العمل علي أداء العاملين بالصناعات المختلفة ,الورقة العلمية تناولت محاور عدة ولكن بما يختص يتقييم الضغوطات للعاملين وجدت الدراسة ان 21% من العمال واقعين تحت تأثير الضغوطات الزائدة وحيث كانت أكثر الفئات المعرضة من العمال هم النساء ,والعمال ذوى الفئة العمرية الأقل من 25 سنة وكذلك أيضا الغير متزوجين وذوى المستوى الاجتماعى والاقتصادى المنخفض, والعاملين الذين ليس لهم هوايات ,ومن جانب اّخر أظهرت الدراسة أن الضغط الزائدة وجد اكثر بين العمال الغير مهرة والعمال الجدد الذين لاخبرة لهم والذين يعملون لأكثر من 8 سات يوميا . وتركز توزيع الضغوطات الزائدة فى المصانع ذات البيئة المتردية. واظهرت الدراسة ايضا ان الاداء الوظيفى المنخفض يتركز فى العمال المعرضين للضغط الزائدة والذين يعملون فى المصانع ذات البيئة المتردية. وللوقاية من ضغوطات العمل علي المستوي الفردي : يجب تنظيم وادارة الوقت وذلك بوضع قائمة للانشطة اليومية وفقا للاولويات , كما ينصح بممارسة الرياضة مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات , واخذ خمسة عشر او عشرون دقيقة من الاسترخاء العميق يوميا يوفر للفرد احساس واضح بالهدوء , ايضا الدعم الاجتماعي من الجو الاسري والعائلة والاصدقاء وزملاء العمل واجراء محادثات معهم يوفر متنفسا عندما يحس الفرد بالتوتر المفرط. وعلي مستوي المؤسسات : حسن اختيار العمال وفقا لمتطلبات وظائفهم يسهم في تقليل الضغوطات الزائدة عليهم وايضا معرفة العامل باهداف المؤسسة المحددة والواضحة مفيد لاداء العامل , ان اعطاء العامل الثقة والمزيد من المسؤليات تعطي العامل سيطرة اكبر علي انشطةو العمل وتقلل الاعتماد علي الاخر فيخفف من التوتر الزائد , ايضا اشراك العامل في قرارات العمل لها اثتر ايجابية علي اداء العمال وتقليل الضغوطات عليهم. كما ان البرامج الاجتماعية المقدمة للعمال كخدمات مثل التشجيع علي البرامج الرياضية والترفيهية وتقديم ورش عمل لمساعدة العمال علي تقليل اوزانهم وتناول الطعام بشكل افضل تحسن من الحالة البدنية والعقلية وتحسن نمط الحياة للعمال.