الأول من مايو سيظل هذا اليوم عالق في ذاكرة الكثير من اطفال جبال النوبة سيتحدث جرحه عبر سنوات عدة ويخلق غبن من المستحيل محوه عن ذاكرتهم . سيكبر من هو الان صغير يحمل معه كل ذاكرته المشوه بالقنابل التى تسقطها الطائرات وسط صراخ وعويل لا ينتهي يعلو لقباب السماء والأشلاء متناثرة هنا وهناك الدم ينحدر الي باطن الأرض . سيتذكرون هذا مقرون بكلمات قد أطلقتها كراسي الحكم هنا حيث ينهمر النيل وتنمو الأشجار والسيارات الفارهة تخرج لامعة أكثر من بشرة من هم هناك تحت نيران الطائرات وأصوات القذائف سيتذكرون جيداً الذين يحكمون* هنا قد اشرهوا علي الجميع وعدهم بإخراس صوت الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية قالوا ذلك علي مسمع من السيد امبيكي الذي يستعجل دوماً في طي أوراقه لينفض يديه مما يلي . فهل يظن هذا النظام بأن كل الذين قد حالفهم الحظ ولم تحصد القذائف أرواحهم لسبب ما قد ينسون أو ان أثار الحرب سوف تمحوها الأيام كما تفعل مساحيق الغسيل لا وألف لا لن ولم تغسل مهما بلغ الأمر تلميع وتحديث فقد ذهبت أرواح من هم من لدنهم من ذواتهم من أحلامهم من أمالهم فكيف يعود لم يعودون بعد كل هذه الدماء بعد هذا النزيف . في كل يوم يتأكد لصغير قبل الكبير للشباب المهموم بقضايا الوطن قبل الشيوخ أن ليس هناك من فعل سوف يقوم به هذا النظام لصالح الإنسان السوداني , وأنهم لا يحملون بين صدروهم أو في أفكارهم النوايا الحسنة لأنهم في الحقيقة يردون أن يكرسوا الحكم لهم على أن يظل أبناء هذا الوطن بعيدين عن تداول هذا الحكم لتظل كل الثورة محتكرة لهم لذلك ينشرون القمع والتعذيب والقتل بلا رحمة أو خشية بهدف أن يبقى الحكم وتبقى إدارة البلاد بعيدة عن من هم ليس منهم فتحجرت قلوبهم فعشقت أياديه الدماء فمهما انسكب منها الكثير فلا تروي عطشهم . تلك أهدافهم وأمانيهم لذا لا يمنحون جهدهم للقضايا التى تصب في مصلحة المواطن والوطن فلذلك نجدهم لا يثيرهم الأجزاء التى تسقط من حضن الوطن . في الوقت الذي يسقطون أطنان من الدانات على من هم ليس في أياديهم ما يسد جوع بطونهم ناهيك عن السلاح فهم لا يملكون شي غير أكواخهم أجسادهم الهزيلة فيبادوا وهم ليس في مستطاعهم الركض من شدت ما يسقط عليهم من السماء . فمن اولى ان تسقط لهم هذه الطائرات إحتياجات الصغار أبسطها حليب يسد جوع هؤلاء الذين صرعتهم قذايف النظام يصنعون مما ياتي من دم الشعب كي يقتل به أبناء هذا الوطن أطفال يبحثون فقط عن أمل يخرس هذه الحرب لا يحلمون بفلل فارهة ولا أرصدة بنكية أو مجموعة أموال تتنوع وتعدد فئاتها أو بركوب الطائرات تجوب البلدان قتلوا وهم في ضياعهم حيث الجوع وصوت الرصاص ومعاناة البحث عن مياه أقلاها بها نسبة لو بسيطة من النظافة أو دون وباء ، قد قتلوا وهم أحوج لماء او قليل من الحليب ما يستر بدنهم العاري وبعض من الاطمئنان . ليس أمام الشعب إلا أن يحشد صفوفه وتطلق العنان لهتافاتها ليس له من خيار غير أن تعلو وتزدحم الشوارع بالهتاف والاعتصام او يجعل هذا النظام يتربص به ليل وصباح ليجعل هذا الوطن جثث هامدة لا روح فيها ينصب المطارات ابواب للهروب . كل مستقبل لهذا الوطن معقود علي انسجام صفوف الشعب وتوحد شعاراته التى تحقق البقاء للإنسان السوداني والوطن تحقق له الكرامة والحرية المساواة والعدالة الاجتماعية فقد أذيق هذا الشعب حكم الجلادين ليس مرة ولا مرتين ويعلم جيداً ما نال جسده من سياط هذه الأنظمة وبما تفعله فيه من قمع وتنكيل وانتهاك وسبق وقد أنتفض بقية للحرية والتعددية بقية حياة يكون فيها صوته علياً ومسموع مدير لدفة حكم كيفما يريد وقد مهر ذلك دماء ليس سهلة عليه ليمنحها لآلة القمع والقتل . الأن الخيارات بين أيادي أبناء هذا الوطن بين انفعال حس جماهيره فالخيارات قد أصبحت اضيق وأصبحت الصفوف ليس لها ثالث أم خيارات القتل والتشريد والتخويف وتمدد الفساد أو خيار التغيير فأختار ليس هناك من مجال والوقت ينفذ تحت مؤامرات الاخونجية والقوة العالمية التى تريد مصالحها فقط فأما أن تمنح ظهرك لأسواط* الجلادين أم تبادر لتطيب جراح هذا الوطن وتسكت صراخ الدماء التى نالها القاتلون . عادل البراري [email protected]