بسم الله الرحمن الرحيم في حواره بصحيفة التيار والذي نشر بعدد الخميس الماضي تحدث الأستاذ (ضياء الدين بلال ) رئيس تحرير صحيفة ( السوداني) قائلاً : " نعم أوقفت سهير عن الكتابة وجمال الوالي لم يسألني عنها" ؛ وأضاف أنه كان يطلب مني على الدوام أن أكتب في القضايا الاجتماعية لأن كتابتي السياسية شترا. ما ينبغي قوله في البدء أن الأستاذ ( ضياء الدين بلال ) هو أستاذي الذي علمني ألف باء الصحافة ؛ وهو الذي أخذ بيدي في دروبها الوعرة و كان دوماً خير المعلم والموجه والمرشد ، رفد مسيرتي الصحفية خلال العشرة أعوام الماضية بالعديد من الوصايا، ودس في يدي تذكارات المادة الناجحة، وعلق على جيدي تعويذة حماية الفكرة وصناعة القرار . عرفته منذ العام 2006 كنت متدربة في صحيفة (الرأي العام ) وكان هو رئيس القسم السياسي ، تمنيت أن أتحول من قسم التحقيقات إلى القسم السياسي لأستمع إلى وصاياه العشر والعشرين للمحررين والتي يبدع في نظمها وتتجلى موهبته الفذة في أقوى ملف سياسي بالصحف السياسية آنذاك . أبرز ما يميز أستاذي ( ضياء الدين) عن الكثيرين الذين ولجوا إلى مهنة الصحافة في غفلة من عين الزمان أنه لايحسد زملاءه على نجاحاتهم بل إنه من يساهم وبقدر كبير في صنع تلك النجاحات ، قدم أسماء للصحافة لم يكن لأحد أن يسمع لهم صوتاً أو يحس لهم ركزاً وهم يعملون في صحف أخرى ، فلمع اسمهم معه وانطلقوا من نجاح إلى آخر وظل هو خلف الكواليس يبتهج بفرح طفولي بتقرير ذكي وتحقيق قوي وخبر حصري ، يفرح لزملائه تماماً كما يفرح لنجاح أبنتيه (رنا وراما ) كان يدعم ويحفز ويوجه ويبدع ويساند في صناعة وخلق الأفكار من العدم ؛ إنها صنعته التي يجيدها تحويل الفسيخ إلى شربات ؛ وتطويع المحال وصناعة النجاح . كل ما تضيق بنا الهموم وتكثر علينا الملمات نتوجه إليه فنجده الأب والأخ والصديق والأستاذ ، كان ينتهرني إن اخطأت بحب ويقسو بتوجيهات حنينة في آخر مقال لي في السوداني قال لي (سهير أنا ماعاوز أندم أني رجعتك للكتابة تاني ) ؛ لم يكن حينها خائفاً من تقريع أو تأنيب في ردهات (الوطني) .....ولكنه كان يخاف على سهير ويخشى على (رهف ورغد ). ولكن .......مع كل هذا فقد تعلمنا في الجامعة وفي كليات الصحافة والإعلام أن الصحفي ينبغي أن يكون شاملاً وأن الكاتب الصحفي ينبغي أن يكون أشمل فلا أدري أية قاعدة صحفية تلك التي تقول بأن يتحدث كاتب صحفي في مواضيع دون أخرى ....وهل هناك فرق بين السياسة والاجتماع أم تراها علوماً متصلة ببعضها تتداخل ولا تتنافر . وهل تعدو السياسة إلا أن تكون ظلاً لحركة المجتمع . أما كلمة (شترا) المحببة إلى نفسه ونفسي أيضاً فأني أعتقد أنه وإن كانت الكتابة عن سوءات السياسيين و قيادات الوطني واخفاقات النظام نوع من الشتارة فليشهد التاريخ أني شترا. خارج السور : من المؤسف حقاً استاذي ضياء أن يغيب كاتب عن الصفحة الأخيرة ولا يسأل رئيس مجلس الإدارة عنه خاصة إذا كان رئيس مجلس الإدارة ذاك متابعاً لكتاباته ويعلق عليها بين الفينة والأخرى .....أم ترى أن سؤاله قد ينتقص من قدره أمام قيادات حزبه لذلك يفضل إدارة الصحيفة بعقلية إدارة ناد لكرة القدم. *نقلا عن التيار [email protected]