إن كل فكرة موروثة تنتقل عبر الأجيال على مر عصور طويلة تظهر فيها أثار سالبة وذلك يرجع الى تحول محتوياتها واهدافها واسهها لعادة , والعادة في ابسط معانيها هو كل ما يفعله مجتمع من الناس بطريقة ثابتة على زمن طويل دون تفكير فيه وقد يكون معروف الأصل أو معروف . الأسلام فكرة ربانية لتربية وتنظيم الجماعة البشرية , فكرة جاءت بشكلها ومضمونها تخاطب وتحدث العقل اولا ثم الروح ثانيا , جاءت حاملة معاها حرية الفكر و اسلوب إعمال المنطق , فكرة جاءت محاربة للعادة والتقاليد الضارة و موضحة لأصول وأسباب التقاليد الناقعة . وبالرغم من ذلك تحولت حتوياتها وأركانها الى عدات ، ونتج عن ذلك من نسبوا لفكرة الأسلام او من نسبوا نفسهم إليه ولكنه برئ منهم . وأبشع من نسبوا وإدعوا اللأسلام ثم نسبوا إليه هم أصحاب اللأسلام السياسي ( مع تحفظي على المسمى ) والذي هو القاعدة التي يرتكز عليها الإرهاب . إن أول أسباب انتشار هاتين الظاهرتين هو التخلف الديني وأقصد به ظاهرة فهم شكل الدين وليس مضمونه , وتجميد نصوصه , وغلق باب التفكير في محتوياته , وتحول إعتناقه من إقتناع يعقبه تصديق إالى تلقيد روتيني وعادة إجتماعية . وسببه هو أن من يعملمون الدين هم أنفسهم غير لائقي بذلك فهم يصدرون صورة خاطئة عن مضمون الفكرة , ويمثلون قدوة خاظئة . فإذا بدئنا بالمظهر فالإهتمام بجعل اللباس والهيئة الدينية بشكل معين والتشديد على ذلك وجععله قضية خلافية تشغل الجماعة المسلمة عن ما هو أهم هو دليل على قصورهمعلى فهم المحتوى الداخلي , فالإسلام في اصله لم يأتي مخاطبا والشكل , إنما جاء مخاطبا العقل والقلب وهما جوهر الإنسان مفرقا اياهم عن غيره من الرسالات , وليس الإختلاف الفكري أن يصحبه أختلاف في الزي لإنما الواجب أن يصحبه من إختلاف في السلوك , وإني لأجد لإسلوب هولاء المعلمين (دعاة كما يسمون انفسهم ) في الغالب مشابه لما ينتقدونه فهم دائما يتناول أحداثا بدلا من أفكار وذلك دائما لا يقود إالى نتائج سوى الجدال والمهترارت وحتى إسلوب تناولهم يتم بإسلوب يتنافى مع الإسلام اصلا فهم يستهترون ويشتمون ويضحكون الحضور . ثم نأتي لظاهرة جمود الخطاب الديني وعدم تغيير محتواه لمواكبة الجديد , فإقتصار مواضيعه في الغالب عن الجنة والنار و نفس أحداث السيرة والإسراء والمعراج و.....دليل واضح على أن الدين بالتلقين دون إختيار , وأن فهم الدين مقصور على الصلاة والصوم والجهاد والتسبيح والجامع والقران , مع أن الدين هو البحث عن الحقيقة والعلم وهما وحدهما يقودان إالى الباقي . وغياب ذلك المفهوم كان الباب الذي دخل منه ثعالب الإسلام السياسي لأن الناس يرون المتدين هو شخص يقول لا إله الا الله ، يقصر ويربي الدقن يقول بسم الله في بداية كلامه ويكبر ويهلل فلبسوا هذه العبائة , واتبعهم الناس بالعاطفة العامة التي تقضي إتباع من يصفوهم أصحاب دين . وهم كانوا مدخلا للارهابين بالتركيز مفهوم الجهاد الذي ابتكره وبروزه أصحاب الإسلام السياسي وأغروا الناس إليه بالمال والمناصب والإمتيازات ليخرج عن نطاق مفهوم الجهاد الإسلامي . لذلك إذا أردنا أن تتوقف النظرة الى الدين الإسلامي على أنه دين إرهاب يجب علينا أولا أن نعالج مابدخلنا من فهم للإسلام , فليسأل كل واحد منا نفسه لما هو مسلم ؟ إالى من أستمع عندما أرغب في نصيحة تخص الدين ؟ ممن أتلقى علوم الدين ؟ ثم نطبق ذلك في أبنائنا ولا نجربهم على الدين بل نوضحه لهم . أيضا علينا أن نسأل عن سبب العبادة والركن حتى يكون الإقتناع العقلي مربوط مع اليقين القلبي . فلنبحث عن العلوم داخل الدين وندع المسلمات والخطوط الحمراء للتفكير في بعض المواضيع , بذلك سنجمي انفسنا من الإنجراف الأعمى خلف كل فكرة تستغل تخلفنا وتنسب نفسها على الإسلام ونحن مسؤلين من ذلك . ياسين طارق أحمد حاج [email protected]