بسم الله الرحمن الرحيم عقب اندلاع الثورة المصرية تمت تقدمة إثنين من موظفي شركة موبينيل للمحاكمة ، التهمة وقتها كانت التخابر مع إسرائيل وتمرير مكالمات حساسة إلى داخل تل أبيب ، الصحف المصرية أوردت في ذلك الحين تقارير تتحدث عن بناء برج بارتفاع كبير وفي مناطق متاخمة لإسرائيل وغيرمأهولة بالسكان ....!! وقد لفت النظر إلى البرج نفسه إرتفاعه غير المناسب مقارنة مع المباني البسيطة حوله وعدم وجود مواطنين كثر تستهدفهم الشبكة .....!! هذه الحادثة ورغم تضارب الأخبار بعدها حول تورط آخرين في التجسس خارج شركة موبينيل إلا أنها كانت قرصة أذن للحكومة المصرية لإعادة ترتيب بيت الاتصالات من الداخل . يوم أمس عقب الأستاذ عثمان ميرغني على مقالي بعنوان (الإتصالات.....ديك العدة ) بالقول إن التجسس لا يحتاج لأسهم في شركة إتصالات وأن أمريكا تصنتت على المستشارة الألمانية من دون الدخول إلى الأراضي الألمانية ، إذا سلمنا بهذه النظرية فعلاً فلا داعي إذا" لتوطين وسودنة الكثير من الشركات والوظائف الحساسة ويمكننا أن نملك الآخرين الإشراف (عاااااادي) جداً على (إتصالاتنا ) و (معلوماتنا ) و(بياناتنا ) وأيضاً الدخول إلى ثكناتنا العسكرية ولا بأس بعد قليل من تهجين الجيش السوداني نفسه قياساً بتهجين الشركات ، وخصخصة القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات وغيرها من المؤسسات ، ولنجعل الاستثمار والمستثمرين يدخلون في عصب الحياة السودانية كيفما اتفق ......فالتجسس حاصل حاصل ولا داعي لأية احتياطات من أي نوع . إني أفهم أن نفتح أبواب الاستثمار مشرعة أمام التوسع الزراعي والصناعي والرعي والمنشآت وكل ما من شأنه أن يحدث تطوراً حقيقياً ملموساً وواقعاً معاشاً ينعكس رفاهية وبرداً وسلاماً على المواطن السوداني. ولكني لا أفهم أن تصبح تلك المشاريع مدعاة فقط لارتفاع سعر الدولار لا أكثر ولا أقل فمثلاً حتى في مجال الزراعة السعودية تأخذ منا علفنا لتأكله أبقارها ويعود إلينا (حليب بودرة ) لنشتريه نحنا (زااااتنا ) تاني بالدولار ..وبذلك نصدر علفنا ونعود ونشتريه أغلى سعراً (زي أضانك بي وين أضاني بي جاي ). مثل تلك الاستثمارات لا نستفيد منها غير إهلاك خصوبة أراضينا مثلها تماماً مثل إتصالات الأجانب لن نستفيد منهاغير (النقة ) لأنها تصب أولاً وأخيراً في مصلحة المستثمر الأجنبي ولا ينالنا منها غير ارتفاع سعر الدولار نتيجة تحويل الأرباح خارجياً . إذا كانت مثل تلك الشركات ترغب حقاً في تنمية البلد فإن من واجبات المستثمر ضخ أموال وعملة حرة داخل البلد ولكن ما يحدث إنهم لايضخون شيئاً بل (الدولار الحبة) العندنا عدمونا ليهو . فلا تنمية تذكر ولا تطوير ولا يحزنون فقط المزيد من الأبراج فوق رؤوسنا وارتفاع أكثر في فاتورة الكلام ....!! خارج السور : أفتحوا أبواب الاستثمار للمستثمرين نعم .....لكن .....في ماذا تفتح .....!! فالفتوحات خشم بيوت. *نقلا عن التيار