وزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحمن ..صرح من داخل قبة البرلمان بأن وزارته ستبدأ قريبا في تطبيق حد السرقة بقطع اليد .. وذلك بحق الذين يتورطون في سرقة السيارات ذات الدفع الرباعي وغيرها وهي الظاهرة التي إنتشرت في ولايات دارفور كما ذكر السيد الوزير ! والحقيقة من يقال له أمين فلابد من أن يردد بملء شدقيه .. اللهم أمين . لكن لماذا كان حد السرقة مجمداً طول هذا العهد الرشيد حيال السرقة في دارفور أو في كل الدور الآخرى التي فاحت فيها رائحة الفساد والسرقة حتى عبأت المناخ السوداني العام فباتت هي القاعدة في عهد الإنقاذ والأمانة و براءة الذمم و نظافة يد المسئؤلين والمنسوبين لمنظومة الحكم هي الإستثناء ! ثم من الذي نصب السيد الوزير مشرعا ليقرر هذا التطبيق وهو جهة تنفيذة للقانون كما هو معروف وليس قاضيا ولا حتى وكيل نيابة ! ولكن حينما تختلط الأوراق وتتداخل الإختصاصات في زمن حكم الفوضى والتغول على الصلاحيات وفي ظل غياب فصل السلطات .. فلا نستغرب أن يصدر وزير الثروة الحيوانية تصريحا بأنه سيطبق حد الحرابة على من يسرقون قطعان الحيوانات في جنوب النيل الآزرق ! السرقة هي السرقة يا معالي الوزير المحترم ..لا تختلف في ضاحية كافوري عنها في أي مكان آخر .. لكن المستغرب أن مسئؤلي الإنقاذ دائما ينظرون بعيداً عن أرنبة أنوفهم ومواطي أقدامهم حينما يكون الآمرلا يمسهم في ذممهم المطاطة ..ولكنهم يناقضون أنفسهم بالنظر عند تلك الآرنبة و مواطي الأقدام حينما يتعلق بالمصلحة العامة.. فيتملصون من كل ما يحقق تلك المصلحة من مجرد الإشارة في الصحف دعك عن المحاسبة المباشرة أو المحاكمات التي تعيد الحق لآهله! ما يحدث في دارفور يا سيادة الوزير هو صدى لما يحدث في المركز من تفلت وفساد وسرقة .. و يمثل وضوحا سافرا لإرتخاء يد السلطة الحاكمة وعدم مقدرتها على ضبط الأمور في نصابها الصحيح .. لان القانون هنا حالة انتقائية في تطبيقه على من هم صغار اللصوص الذين يسرقون الأغنام أو حتى السيارات .. ويغض الطرف عمن يسرقون الأساطيل واصول المشروعات القومية .. بل من يسرقون الوطن بحاله ! نخشى أن أنتم طبقتم هذا القانون .. ألا تجدوا من يملك يدين سالمتين عند لصوص عهدكم ليصفق لكم في دارفور أو يكون قادرا على حمل سلاحه من أهل مليشياتكم الهمباتة ليدافع عن كبار سادته من لصوص الإنقاذ ! أما لو طبقتموه في المركز .. فكل مسئؤليكم سيكون عليهم التعود على الكتابة باليد اليسرى إذا قطعت يمناه .. أما الأشول منهم فإن قطعت يسراه فعليه تعلم الكتابة باليمنى ...! هو مجرد حلم نجتره في يقظتنا وأرقنا الطويل معكم .. فقط من قبيل التمني ! [email protected]