بسم الله الرحمن الرحيم عند تقديم وزير المالية لموازنة العام الحالي ..كتب الاستاذ عثمان ميرغني مقاله الشهير ..(أرفعوا الجلابية)..هذا المقال الذي بسببه بلغ رأس النظام مبلغ غضبه على الصحافة..والكل يذكر تعبير الصحفيين حقننا بقوا ضدنا..ثم جاء تصريحه بأنه سيتولى ملف الاعلام بنفسه..وكانت هذه العطسة الرئاسية ..هي التي أصابت الأجهزة الأمنية بالزكام الذي أدى إلى زيادة التضييق على الصحافة ..وإعادة عرض مسلسل إيقاف التيار.. والتبرير المضحك عند زيادة تفاعلات الأمر بأنه استخدم لفظة نابية !! ونعى الرئيس على الصحافة عدم الاهتمام بالبشريات التي في الميزانية ما قلب مانشيتات الصحف بين ليلة وضحاها مائة وثمانين درجة..والآن دعونا نهمل كل آراء الشعب السوداني ونقرأ كتاب الربع الأول من الميزانية ..حسب ما قدمه غربان البين الحكوميون... فلنبدأ بالمعادن ..ونحن نبحث عن الشركة الروسية ..والذهب ..الذهب يكاد عقلي يذهب !!حتى توهم البعض بأننا بدأنا دخول عصرنا الذهبي..وأغرب محطاته إلغاء المؤتمر الصحفي للوزارة حينها والتبرير لاحقاً بأن الرئيس خاطبهم بثقته فيهم ..فوقعوا فلا صحافة ولا بطيخ..وزير المالية يقر الآن بضعف صادرات الذهب. الذي يعمل في تعدينه الأهلي مليون مواطن حسب تصريح وزير المعادن..ويعولون خمسة ملايين فرد .فهل شنق وزير المعادن حسب كذبه على الرئيس ..كما تحدى وقتها..وهل هنالك اعتراف بسوء مآل خمسة ملايين فرد سوداني من عدد السكان فقط من جراء الذهب؟ ثم ندلف إلى نذر الشؤم عند الحديث عن البترول..فآباره القديمة تتسارع في النضوب..وأسعاره متدنية ..حسب تصريحات وزيره..ثم اجمع العاملَين السابقين معاً في تقرير وزير المالية الذي تحدث عن انخفاض الصادرات بنسبة 34.2% مقارنة مع نفس الفترة للعام السابق..ثم ادلف على الزراعة..فقد أكرم الله هذا العام الزراع بشتاء طويل حسن الانتاج واشترى البنك الزراعي كميات مقدرة وهذا هو الإشراق الوحيد..ودعنا نتجاهل سوء موسم الأمطار في العام الماضي عن وأثره في انتاج الذرة..ونرى الحال في الحبوب الزيتية..التي انهارت أسعارها بمستوىً لا مثيل له..حيث حدث أن بورصة السمسم في القضارف مر بها يوم لم يدخل فيه ولا مشتر واحد..وأسأل عن حال الفول السوداني وأسعاره..وابحث عن السر في إغراق السوق بالزيوت المصرية..ومن وراءه..وتحدث عن ارتفاع تكلفة الانتاج..واسأل عن حال زراع هذه المحاصيل..لتصل إلى حقيقة الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها..وكأن المتنبي قد عنى النظام ببيت شعره الفاره: كلما أنبت الزمان قناة *** ركب المرء في القناة سنانا فها هي سودانير تحيل إلى المعاش 70 موظفاً قبل بلوغهم السن القانونية في هذه الظروف..وزد على ذلك منع الطيران في أوربا والتقرير المختص عن عدم امتلاك سودانير ولا طائرة واحدة..واعرج على الباخرة دهب.. ولا ندري في أي ربع من الميزانية قطوعات الكهرباء ..والحديث عن صيف بلا قطوعات للمياه..للإيهام بأن زيادة التعرفة ..كانت الحل الناجع.. وسجل سيموفونية شخير الصنبور!! وتحسس جيبك من تصريح وزير الكهرباء بأن الاستمرار بالتعرفة الحالية لن يغطي تكلفة الانتاج..ليكون مآل الكهرباء هو نفس مصير المياه ثم اسأل عن صيف الحسم لتعرف أين تمغَصُ هذا المساء..واسترجع حديث وزير المالية عن مضاربات سوق الدولار وارتفاعه واستيراد كهرباء رمضان من أثيوبيا..وانتظر يا رعاك الله خبائز العيد من أفريقيا الوسطى..سؤال لكل عضو في التنظيم الحاكم..أين تبخرت البشريات ؟ [email protected]