بعد أن وصلتني رقاع الدعوة لحضور المؤتمر الصحفي لقناة الخرطوم حول برامج رمضان تساءلت أين ياترى يقع فندق (إيواء) مكان المؤتمر، وبعد عدة تلفونات علمت أنه البرج المعروف باسم برج وزارة العدل والذي يقع على شارع النيل. البرج من الخارج باذخ الجمال مع إطلالة نيلية مميزة؛ ولكنه من الداخل فارغ بلاحدود، واجهتني أول مشكلة في (Parken) ساعدني على احتوائها رجل الأعمال الشاب(منتصر) ولكنها كانت كافية لاكتساب انطباع سيء عن الفندق؛ كل الفخامة في الإطلالة لم تراع موقفاً للسيارات، وهذه إحدى مشاكل الجذب السياحي لدينا، التخطيط الخاطئ وإغفال تفاصيل مهمة ، في داخل الفندق كان البهو المتواضع يخبرك أنك في لوكندة في السوق العربي، أما المصعد فهو صندوق خشبي خانق لا أدري أي عبقري هذا الذي صممه، ولم يفطن الى ان يكون المصعد زجاجياً ليعكس الإطلالة الاستثنائية على النيل . المهم وصلت قاعة المؤتمر والتي كانت ضيقة جداً ومتواضعة المنصة والتفاصيل الفنية، وبدا واضحاً سوء التنظيم . المؤتمر والذي كان بغرض استعراض الخارطة البرامجية لشهر رمضان عبر ترويج مشاهد عابه الارتجال المخل في بعض التفاصيل وكثرة الأشعار والتي عادت بنا الى مقاعد الدراسة في مرحلة الأساس . قناة الخرطوم قناة قديمة بما يكفي؛ لأن تكون قد أرست قواعدها وأرضيتها ولكن داء القناة العضال أن كل مدير يأتي يبدأ من الصفر ويخطط لبنيانه الخرساني؛ وكأن الذي سبقه كان يصنع في قواعد من خيط العنكبوت . كنت أتمني أن أشاهد في الترويج لبرامج الشهر الكريم أي استديو يجعل من النيل والذي يقع على بعد ثلاثة امتار من القناة أن يكون النيل هو (Location) لأحد البرامج ، ولكن مع الأسف الكثير من البرامج معبأ داخل استوديوهات باردة؛ بدا واضحاً أن مشكلة الإضاءة فيها لم يتم حلها بعد. في استعراض البرامج ظهرت مساحة كبيرة للمرح، ودراما سودانية جديدة أتوقع إن كان محتواها جيداً أن تربح بها قناة الخرطوم مساحة من المشاهدة ، كما أن وجود الشاعر حاتم الدابي من شأنه أن يساهم في جذب ابناء الطمبور للقناة إن أحسن أيضاً في انتقاء ضيوفه. استعرضت القناة عدداً من الاسماء اللامعة التي انضمت اليهم مؤخراً ولكننا نقول دوما إننا لا تنقصنا الكفاءات والخبرات وإنما ينقصنا تنزيل الأفكار الى أرض الواقع، حيث ظلت القناة دوما تشكي من الفقر وقلة الموارد. إن التسويق الإعلامي لأي مؤسسة إعلامية بصورة جاذبة من شأنه أن يجعل منها مورداً لاينضب وعلى قناة الخرطوم أن رغب القائمون على أمرها في النجاح أن يبتعدوا عن الحكومة ويقتربوا من المواطن ليكسبوا احترام المشاهد لهم واحترامهم لأنفسهم ....ومتى ما خرجت القناة من شرنقة الحكومة ارتفعت نسبة مشاهدتها وجاءتها الإعلانات على طبق من ذهب. خارج السور : قناة الخرطوم وفندق إيواء يحتاجان ل (Parken)، رؤية يستفيدان به من موقعهما المميز. التيار