خروج: * حينما يبدأ كتابة (مقال) لا يَتلفّت ولا يتوقف حتى يكمله.. وهكذا مع الشعر..! يفعل ذلك بفطرة الفنان.. لا يدّعي بأنه كاتب.. وهو (عندنا) أقيم مكانة (بالظاهر والباطن).. ثم.. كفى به رأياً (سَنِينَاً) في سطوره المبعوثة إلينا. * مرحباً بالنجم الكوميدي والمثقف (طارق الأمين) صاحب بيت الفنون وعديل المدارس، كاتباً عن (خيمة الصحفيين)؛ إذ يهزها (هزاً خفيفاً) يليق بها..! النص: * علمت من الأخ الصحفي محمد لطيف عبر الهاتف بأنني سأكون بخيمة الصحفيين الرمضانية معقباً على مساجلة عن الفرق الكوميدية في السودان وتقييم أداءها الفني؛ وما يشوبه من اسقاطات تلامس قضايا القبلية والجهوية واحترام الآخر.. كنت سعيداً لكوني أسمع كثيراً عن كلمة (مُعقِّب) دون أن تتاح لي فرصة ممارسة هذا التعقيب..! ثم فكّرت أنني ينبغي أن أفكر في هذه الصفة الجديدة التي تم إلحاقي بها لأول مرة هل اتصل باتحاد المُعقبين؟ كيف يبدو (المعقبون)؟ لابد أنني أحتاج لربطة عنق وعبارات (عقبنجية) حتى أبدو (شديد التعقيب)! لابأس... لم تكتمل فرحتي باللقب حيث قامت المنصة بهضم حقوقي كمُعقِّب واجلستني بعد دقائق معدودات..! وتنكّر زعيم الخيمة للأمر؛ ففقدت فرصة أن أكون من المعقبين البررة.. والعاقبة عندكم في المسرات..! * قررتُ أن أكمل تعقيبي على ندوة سِجال الأخ المثقف عمر عُشاري والأخ الكوميديان علي حسين (هنا)! ولا ننسى أن خيمة "الواتساب" أعلى سقفاً في الحرية من خيمة الصحفيين (مُتلقِي الحِجَج وهاضِمي حقوق المعقبين)..! * الملاحظة الأولى: عنوان الندوة واقحام اسم الفرق الكوميدية فيه بقصد (التحشيد)! رغم أن موضوع الندوة كان عن (النكتة والقبيلة) لكن يبدو ذلك كان مقصوداً.. كما كان مقصوداً أيضاً أن تتم الندوة بطريقة (هلال مريخ) ومنتصر ومهزوم لدواعي الإثارة.. وهذا نمط جديد! فمثلما اكتشفت القنوات الفضائية طريقة (وَنسة وفنان) ها هي خيمة الصحفيين تأتي بطريقة جديده قوامها (شَكْلَة وفنان) للإثارة.. وكم كانت مزعجة أكثر من كونها مثيرة..!! * في ظني كمعقب مغمور ومهدور الحقوق أن الأخوين عمر وعلي كانا يمثلان ضلعين في (الوعي والإبتسامة)! وتقديم الندوة بالطريقة التي تمت بها أوحى برسالة مفتاحية خاطئة؛ إذ قُدِّمَ الوعي والإبتسامة (كنقيضين) عليهما الاصطراع أمام الجمهور لحصد النقاط!! وما علموا أننا نحتاج للوعي كحوجتنا للإبتسامة.. وإن قرر الإثنان التحاور والإتفاق وليس (التباغض) فما أجمل (الإبتسامة الواعية)! كان عليهما أن يلتقيا في ورش العمل والتدريب ورفع القدرات وليس مجال الاستعراض الجماهيري..! * عنوان (الفرق الكوميدية) فضفاض؛ لأنها تشمل ضمن ما تشمل فرقاً مثل (الأصدقاء والهيلاهوب) وغيرها؛ أزعم أنها لم تتورط في الإسقاط القبلي والجهويات..! لكن عنوان الندوة المثير جعلها ضمن متهمي ورقة عُشاري..! * العنوان الصحيح كان يجب أن يكون حول (الفعل المفرِّق والموجِد للقبلية) مهما كان جنسه (مقال؛ نكتة؛ قصيدة؛ أغنية).. فالقبلية لا مهنة لها ولا تخصص.. أما تعمُّد ذِكر فرق الكوميديا فما هو إلاّ (العَزل الانتقائي)! وربما الهروب من مواجهة فاعلين آخرين في الأزمة؛ مثل (مؤسسات صحفية كاملة)! وصحفيون لامعون..! بل على مقدمي الإتهام أن يعدِّلوا عرائضهم لتشمل الحكومة كفاعل رئيس؛ تشهد أروقة دواوينها بذلك؛ حيث لا يمكن لأي مواطن فتح بلاغ لدى الشرطة دون أن يُطالَب بذكر قبيلته؛ وفقا لسجلاتها..! * ربما تفادت ورقة عشاري كل الفاعلين في الأزمة ذات الجيوش القبلية؛ واستمارات التصنيف الحكومية الصادمة؛ وقررت الورقة الاكتفاء والاستفراد بشباب فرق الكوميديا؛ وما هم إلاّ تمظهُر للأزمة وليسوا أساسها..! فالمحتوى الذي يقدمونه لا ينفصل عن كامل المشهد وتجلياته؛ وهو أمر قابل للحوار بغرض التطوير وليس التدمير..! وعلى وجاهة ما استندت إليه عريضة الإتهام (الناقصة) إلاّ أنها في نهاية المطاف لن تقود إلاّ لحتمية التعدي على حرية التعبير؛ بالمنع وليس الوعي! بل إنها بلا شك ستجد نفسها بعد نضوج حبكتها قد دعت البوليس للتدخل في أمر النكات!! وربما نشهد قريباً ثمرتها بإقرار ضرورة (تصديق النكات) قبل إلقاءها على الجمهور.. بل قد تسارع السلطة لحَلٍ تعرفه؛ بانشاء شرطة النكات؛ على غرار ما فعلت لحل أزمة الجامعات!! وحينها ستحصد الورقة الرِّيح؛ وستقبض الحكومة (رسوم التصاريح) وستنتهي خيمة الصحفيين إلى (شَكْلَة جديدة) وفنان جديد..! طارق الأمين الجريدة