قال دكتور الشيخ الصديق بدر ، الامين العام للمجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية في إطار الاتفاقية التي وقعت أخيرا بين وزارة الصحة السعودية من ناحية والمجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية ووزارة الصحة السودانية من ناحية اخري لتنظيم هجرة الاطباء قال (ان هجرة الاطباء اصبحت متزايدة ولها آثار سالبة علي الخدمات الصحية وتحتاج الي وقفة اساسية مشيرا الي ان السودان من الدول التي تأثرت بالهجرة المتزايدة خصوصاً الى الدول الخليجية مما ترك فجوة كبيرة علي التخصص) .ونحن بالتاكيد نؤمن علي حديث الأمين العام للمجلس القومي للتخصصات الطبية حيث أثبتت دراسة أجريت عام 2005 أن حوالي 60% من أطباء السودان وخاصة ذو الكفاءت العالية والتخصصات النادرة خارج السودان...بالطبع أن لهذه الهجرة آثار سلبية تنعكس في تدني مستوى الخدمات الطبية التي تقدم للمواطن ....وارتفاع معدل الأخطاء الطبية والتي شهدت تنامي غير مسبوق في الآونة الاخيرة ....ونتفق أيضا مع السيد الأمين العام في أن الأمر يحتاج إلي وقفة أساسية ولكن هل تكون هذه الوقفة بمحاولة تنظيم المزيد من هجرة الأطباء لدول الخليج أم بدراسة الأسباب الطاردة للأطباء من البلد ومحاولة حلها...... يعلم السيد الأمين العام وجميع أهل الطب وحتي المواطن العادي أن الأطباء يعملون في ظروف قاسية تتدني فيها بيئة عملهم الي أدني المستويات من انعدام لصحة البيئة بالمستشفيات التي أصبحت مرتعا للقطط والجرذان....وانعدام الوسائل التشخصية المساندة من مختبرات واشعات. ...وانعدام للأدوية المحافظة علي الحياة في الحالات الطارئة .....وغيرها بالإضافة إلي ضعف مرتبات الأطباء وخاصة مرتبات صغار الاطباء والتي تقل عن دخل غاسلي السيارات....وما يعانيه الأطباء من شظف في العيش ليوفروا حياة كريمة لهم ولاسرهم ...بالإضافة إلي الظاهرة التي عمت حديثا من التعدي اللفظي والجسدي علي الاطباء لدرجة إطلاق الرصاص من بعض منسوبي النظام..... لتكن وقفتنا الأساسية سعادة الأمين العام لإيقاف سياسة تفكيك المستشفيات وتوفير الدعم المادي للقطاع الصحي لتحسين مرتبات الأطباء وتوفير المعينات التشخيصية والعلاجية وانت تعلم قبل غيرك بأنه لو صرف ربع ما يصرف علي آلة الحرب ومليشياتها علي القطاع الصحي لارتقت تلك الخدمات لمستوى مثيلاتها في الدول التي يهاجر اليها هولاء الأطباء يتهامس بعض الاطباء بان حديث الأمين العام قول حق أريد به باطلا فليس من صلاحيات المجلس الطبي التدخل في التعاقد الخارجي للأطباء ....وهو مجلس تنظيمي لمهنة الطب ....لا تتيح له قوانينه ولوائحه الدخول في هذا الشأن.....ويعتقد البعض أنها جزء من سياسة التحكم في في هجرة الأطباء حيث يسمح للبعض بالهجرة ويمنع الآخرون ....ويذهب البعض ابعد من ذلك حيث يعتقدون ان هذه السياسة جزء من مشروع الهجرة لله ....وخصوصا أن الفترة القصيرة الماضية شهدت هجرة الكثير من كوادر الإخوان المسلمين من جميع التخصصات التي لا تزال البلد في أشد الحوجة اليها من استشاري أمراض وجراحة القلب.....وغيرهم من التخصصات الاخري..... ويعتقد البعض أيضا أنها محاولة من المجلس ووزارة الصحة في التحكم في سوق هجرة الأطباء. ..ومنافسة لوكلات السفر المرخصة والتي تعمل في نفس المجال وهو ما حاول نفيه الأمين العام بقوله (ان الاتفاق يحمي الطبيب من المبالغ الطائلة التي يدفعها مقابل الحصول علي وظيفة..... نحن لسنا ضد وكالات السفر المرخصة ولكن علي الوكالات أن تعمل وفق الرسوم المقررة من الجانبين)...بين تصريحات الأمين العام وشكوك البعض...نحن في انتظار ما تسفر عنه الأيام ولا نود أن نذكر الأمين العام بالمثل القديم ( الموية تكذب الغطاس). [email protected]