التقته: تغريد ادريس : تشكلت علاقته مع الشعر منذ الطفولة فى بيئة شاعرية بمدينة طابت وتفتقت براعم موهبته فى رحاب جامعة الجزيرة وكان من مؤسسى منتدى «ريحة البن» الذى تحول الى برنامج تلفزيونى يتمتع بنسبة مشاهد عالية عبر قناة النيل الازرق التقينا به وكانت هذه المقابلة مع الشاعر والاعلامي محمود الجيلي حول تجربته الشعرية والجديد فى نسخة «ريحة البن» الجديدة وقضايا اخرى.. من انت؟ محمود الجيلي صلاح الدين السماني من مواليد مدينة طابت الشيخ عبد المحمود، درست الابتدائي في القرية اربعين بالفاو، والثانوي في مدينة طابت الشيخ عبدالمحمود، ثم جامعة الجزيرة كلية الهندسة قسم هندسة الكمبيوتر وحاليا مهندس اتصالات. كيف تشكلت علاقتك بالكتابة؟ الشعر عندنا ممكن نقول وراثة، فموضوع الشعر في طابت ليس بالامر الملفت للنظر لأن بطبيعة الحال كل اهل طابت شعراء وفي عام 1997 شاركت في الدورة المدرسة وتم اختياري من ضمن طلاب الفصل ليس لأنني اعرف كتابة الشعر بل لأنني كنت اجيد الالقاء، واذكر في تلك الدورة المدرسية نلت الميدالية الذهبية في مسابقة الشعر. «ريحة البن» من منتدى الى برنامج تلفزيوني!! البرنامج إمتداد للمنتدى الذي أسسه مجموعة من طلاب جامعة الجزيرة، وقصدت ان يكون البرنامج جديدا من نوعه ونافذة للشعر الشبابي في القنوات التلفزيونية، وان يكون مغايرا لكل البرامج الشعرية المعروضة، وبالفعل تحقق الحلم، وتم بث البرنامج في رمضان على قناة زول وكنا نسجله بدون عائد واستضافنا فيه مجموعة كبيرة من الشعراء الشباب، و قد أحرز البرنامج المركز الأول في المشاهدة على كل برامج رمضان في كل القنوات السودانية للعام 2011 ما الذى يميز هذا الموسم الجديد فى رمضان الحالى؟ لقد فرغنا من تسجيل حلقات النسخة الجديدة من ريحة البن التى سوف تبث خلال شهر رمضان الحالى على شاشة تلفزيون النيل الازرق والذى يميز هذه النسخة التنوع الثقافى والفكرى ومشاركة نخبة من الشعراء الشباب من مختلف بقاع الوطن ولاول مرة سوف نقدم قصائد باللهجة النوبية وهناك ضيف فى كل حلقة من الاصوات الشعرية الجديدة وكل القصائد التى سوف يتابعها المشاهدون عبر البرنامج هذا العام تعبر عن ثقافة السودانيين بمختلف تنوعهم وتدعو لنبذ الفرقة والخلافات وايضا هناك قصائد تتناول مواضيع وقضايا اجتماعية. ماذا عن الشعر الغنائي؟ كتبت عددا كبيرا من الاغاني لمجموعة من الفنانين الشباب منهم «محمد جزار .. حسين الصادق .. أحمد الصادق .. الشاب أمير .. عمر فقيري .. منتصر هلالية .. محمد الكناني .. سودانيز باند .. السودانيين باند .. سودانيل باند .. خالد حسن .. خالد الدوحة .. إجلال البرير .. عادل حسن .. و عدد من الفنانين الشباب المميزين»، ولم اتقيد بنوع واحد من ضروب الشعر، مثلا كتبت ، فصحى ، دارجي ، عمودي ، تفعيلة ، مربعات ، وحاولت من خلالها ان اصنع شخصية محمود الجيلي الشعرية. ٭ البعض يرى بان ريحة البن يميل لقصيدة العامية؟ الشعر بصورة عامة هو لسان حال القبيلة وانا اعمل فى توازن بين اللونين: الشعر العامى والفصيح حتى لا ننسى لغتنا وتكون العربية بمعزل عنا وفى كل حلقة من ريحة البن هناك شاعر يلقى قصيدة بالفصحى. بنظرك ما مدى نجاح البرنامج ؟ ريحة البن مؤسسة شعرية طوعية وليست مجرد برنامج تلفزيونى موسمى فقط بل منظمة طوعية وقد قمنا بالعديد من الاعمال الطوعية والاهتمام بالشرائح الاجتماعية الضعيفة ونفذنا عدة برامج لصالح دعم الاطفال مجهولى الابوين والايتام. ٭ هل لديكم انشطة اخرى؟ نعم لدينا انشطة ثقافية مختلفة وفعاليات واقمنا عدة ندوات عبر منابر مختلفة منها مركز راشد دياب ومعهد جوته الالمانى بمشاركة شعراء كبار منهم القدال وآخرين. ٭ الدواوين الشعرية ليست لها اي صدى اعلامي وماذا عن آخر انتاج لك؟ حقيقة هذا واقع معاش، بالرغم من ان الاغنية اساسها نص شعري في المقام الاول، ربما يكون الاعلام مساهما في هذه الاشكالية نوعا ما لإفراده المساحات الواسعة للاعمال الغنائية دون غيرها وحتى الآن ليس لدي ديوان خاص ولكني اسعى لاصدار ديوانا لوالدي الشاعر الذي كتب العديد من القصائد، يحمل الديوان اسم شيء من الصفوة وسوف يرى النور عما قريب. ٭ ناس طابت يتهمونك بالتقصير وعدم اتاحة الفرص لشعرائهم؟ هذا غير صحيح والشاهد على ذلك أني استضفت مجموعة من شعراء مدينة طابت الشيخ عبد المحمود وعلى سبيل المثال لا الحصر الشاعرالراحل معتصم محمد سرور. ٭ ما هي خطة ريحة البن للعام القادم؟ سوف يشهد الموسم القادم العديد من المفاجآت وسوف تقدم العديد من الحلقات خارج الاستديو ونغطى كل ارجاء الوطن الحبيب وكل حلقة سوف تكون مختلفة. ٭ تسجيل القصائد الصوتية على كاسيت! امر جيد، واذا عدنا الى زمن الجاهلية نجد ان القصائد كانت لا تكتب فقط، وانما تحفظ بالالقاء الصوتي ايضا، وهي اصدق وانسب طريقة في توصيل احساس القصيدة للمتلقي، وانا في الفترة القادمة لن اصدر ديوانا شعريا الا ومعه نسخة صوتية على كاسيت واسطوانات. ٭ قصيدة نقاط الزير تحمل الكثير من الملامح، كيف ترى هذه العلاقة؟ بالضرورة لابد ان يكون شعر الشاعر مرتبطا بالبيئة بل يجب ان تكون علاقته اعمق من بقية الناس، لانه يستطيع ملاحظة ادق التفاصيل بعينه الشعرية، فيمدح الصفات الحسنة في المجتمع شعرا، ويستنكر العادات السيئة والدخيلة فيه، وان يمثل بيئته التى يقطنها. ٭ ما رأيك فى الشعر السياسي؟ الشعر السياسي دائما ما يصنف الشاعر بأنه مع او ضد، وانا ارى ان الشعر الوطني هو الانسب في هذا المقام، لأن الدافع الحقيقي لأن تكون مع او ضد هو الوطن وانا بقدر ما اعشق هذا الوطن اكره السياسة. الوطن فى اشعارك؟ ٭ مفردة مميزة اكتب بها ومن خلالها استطعت ان اصل للناس، التجارب، من معاناة، ووجدان، وراحة نفسية، عاطفة، شجن، لوعة، محبوبة، زوجة، صد وهجران، سفر ورحيل، والسودان دفتر كبير مكتوب عليه كل حياتي. ٭ اجمل المقاطع التى كتبتها؟ القصائد كثيرة ولكن من القصائد التى ارتاح لها ونالت رضاء الناس قصيدة نقاط الزير ياضل مفروش جوات الحوش مقشوش ونضيف من قولة زيف مرشوش بموية ريد وحنان والبن فى النار وتهب ريحته وانا راسى يدوش متقريف ليك والمطرة بدأت في داك الحوش الما معروش ٭ لو اعطيتك ثلاث زهرات لمن تهديها؟ الاولى الى الوالدة «ربنا يديها العافية» والثانية لزوجتي العزيزة والثالثة «ليك ولي كل من يعرف محمود ويكن له الحب والتقدير». ٭ توقيع؟ اشكر كل من وقف بجانبي وكل طاقم ريحة البن من الشركة المنتجة الى المخرج وشكر خاص الى جريدة الصحافة التي كانت ولا زالت تشكل منبرا مفتوحا للمبدعين، ورمضان كريم لكل الشعب السوداني