* رفض المفكر والكاتب الاسلامى الكبير (فهمى هويدى) دعوة الحكومة السودانية للمشاركة فى مؤتمر (مكافحة الإرهاب) الذى سيُعقد بالخرطوم فى الثامن عشر من هذا الشهر، وبرر رفضه فى مقال نشرته صحيفة (الشروق) المصرية، وأعادت نشره صحيفة (الراكوبة) الإلكترونية السودانية التى ظلت تقدم خدمة صحفية مميزة للقراء الأمر الذى جعلها واسعة الانتشار داخل وخارج السودان!! * يقول الاستاذ إنه رفض الدعوة لسببين أحدهما خاص ، والآخر عام من شقين، أولهما أن الدعوة وصلته فى وقت قصير لا يُمكّنَه من اعداد نفسه بشكل جيد، وهو ما يجعلنا نتساءل ما الذى يدعو الحكومة للاستعجال فى إقامة مؤتمر مُهم بهذا الشكل بدون التحضير له بشكل جيد، واتاحة الوقت الكافى للمشاركين لإعداد أنفسهم وتنسيق ارتباطاتهم، أم تظن الحكومة أن كل العالم مثلها يمارس (رزق اليوم باليوم)، وأن كل من تدعوه سيلبى دعوتها جاريا بغض النظر عن ارتباطاته ومشغولياته، أم أنها متلهفة للمال الموعودة به من المؤسسات الدولية لتمويل الانشطة المرتبطة بمكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية؟! * الشق الثانى كما يقول الاستاذ هويدى: "أننى لم أعد قادرا على إخفاء استيائى و«قرفى» من الأنظمة التى تمارس الإرهاب، ثم لا تكف عن الدعوة إلى مكافحته، كأنما الإرهاب المعترف به فقط هو ما تمارسه الجماعات، أما قمع الأنظمة وإرهابها فهو من وجهة نظرها مشروع ومباح، ذلك رغم أن الأول استثناء فى العمل السياسى والثانى قاعدة فى سلوك الحكومات غير الديمقراطية". * ويشرح الاستاذ، بأنه حصل فى نفس اليوم الذى وصلته الدعوة للمشاركة فى المؤتمر على تقريرين من الخرطوم عن القمع الذى تمارسه السلطة بحق الصحفيين، الأول عن واقعة ضرب واحتجاز زميلتنا الصحفية (حواء رحمة) بواسطة الشرطة اثناء تغطيتها لإزالة حى التكامل بمنطقة الشجرة (وكان موضوع مقالى أمس)، والثانى مصادرة الزميلة (اليوم التالى) فى نفس اليوم الذى تلقى فيه الدعوة (10 / 8 )، لأن بعض محتويات العدد لم ترق للأجهزة الأمنية (حسب الأستاذ هويدى)، بالاضافة الى مصادرة صحيفتنا (الجريدة) قبل بعض الوقت، الأمر الذى تسبب فى خسارتها لمبلغ 30 مليون جنيه سودانى قديم (30 ألف جنيه سودانى حالياً)، ومصادرات أخرى شبيهة تعرضت لها العديد من الصحف السودانية من قبل، مما حدا بمنظمة (مراسلون بلا حدود) العالمية أن تضع السودان من بين أسوأ الدول فى العالم فى الحريات الصحفية (المرتبة 174 من 180 دولة)!! * ويختتم الأستاذ فهمى مقاله قائلا: " من المفارقات التى كشفت عنها تجاربنا فى السنوات الأخيرة أن أعلى الدول صوتاً فى مكافحة الإرهاب والتنديد به، هى أكثرها ممارسة للإرهاب والقمع، الأمر الذى يدعونا إلى الحذر ليس فقط فى استقبال ما يصدر عن تلك الدول من نداءات أو خطابات، وإنما يدعونا أيضا إلى الانتباه إلى حجم الانتهاكات التى تمارسها وهى تحدث الضجيج الذى تطلقه لتخفى به الوجه القبيح فى سياساتها الداخلية". * كان هذا تلخيصاً لحديث المفكر والكاتب والاسلامى الكبير، ولا اعتقد أننى فى حاجة الى أية إضافة أو تعليق غير القول بأنه بينما العالم صار (بيت نمل)، لا تزال حكومتنا تعيش فى العصر الحجرى وتعتقد أنها يمكن ان تخفى ما تفعل، ثم ترتدى ثياب الواعظ لتخدع الناس، وهى لا تخدع إلا نفسها، والدليل مقال الأستاذ فهمى هويدى الذى لا اعتقد أن حكومتنا تجرؤ على وصفه بالعميل والخائن، كما تفعل مع منتقديها!! [email protected]