*بسم الله الرحمن الرحيم زميلنا الصحفي المميز (يوسف الجلال) كتب بوجع وحسرة عن غياب الاهتمام بوفاة طفل الشجرة الذي مات تحت الأنقاض، في حين نصبت سرادق العزاء للطفل السوري عمران. أخي يوسف.... ما الجديد في ازدرائنا لأنفسنا.. وانكفائنا على أحزاننا، ما الجديد في احتفائنا بأحداث الغير ونسيان تواريخ ميلادنا.. ما الغريب في مسيرات حشدنا لمشاعرنا على الطرقات وإرهاق أحاسيسنا في لافتات غزة والجولان وادلب وحماة طوال الفصول الأربعة وعلى مدار العام في حين اننا نغلف ذات المشاعر ثم نضعها بعناية داخل خزانة ملابسنا ونغلق عليها بحرص ولا نرتدي تلك الأقنعة من المشاعر إلا عند نفير دارفور أو نهضة مروي أو دعم سواكن.. ألسنا نحن نفس الشعب الذي يحتفي باللاجئين السوريين، في حين اننا ننبذ لاجئ دارفور والنيل الازرق ، ألسنا نحن نفس الشعب الذي تترقرق الدموع في عينيه لرؤية الأطفال الشوام أصحاب البشرة البيضاء والشعر المُسترسل، في حين أننا ننتهر أطفال الإستوبات من خلف زجاج سياراتنا أن لا تنظفوا الزجاج أنتم تزيدونه قذارةً بأصابعكم المتسخة وملابسكم البالية. نحن ننفعل ونتفاعل مع معاناة الأجانب، في حين أننا نُصاب بالبرود مع معاناة شعبنا وأهلنا........هل يا ترى تمت برمجة حواسنا على الحزن فقط عند رؤية الأطفال العرب البيض، في حين أنها نفس المشاعر والأحاسيس تتجمد عند رؤية أطفالنا السمر أصحاب السحنة الداكنة والشعر المجعد. ماذا فعلنا مع (مريم السورية) تلك المرأة التي لاذت براكوبة ( فاطمة) إحدى نساء السودان المكافحات ؛ التي تعيش على بيع الطعمية والزلابية ولديها عشرة أطفال تعولهم...... ماذا فعلت فاطمة، لقد اقتسمت مع مريم الأكل والشرب وحتى الراكوبة.. ثم ماذا فعلنا نحن؟! تبرع أحدهم بشقة راقية في حي راقٍ لمريم وبناتها الثلاث وترك فاطمة مع أطفالها العشرة داخل تلك الراكوبة.. هؤلاء نحن. ألسنا نحن يا يوسف من هرول كثير من رجالنا الى المساجد عند صلاة الجمعة لقنص عروس سورية تطلب الستر والزواج..... كم من فتاة سودانية فاتها قطار الزواج وكم من فتاة سودانية ترغب في أن تعيش إحساس الأمومة وشعور الزوجة، لماذا غض بعض الرجال بصرهم عنهن وأطالوا النظر الى صاحبات الضفائر الطويلة.....، إنها عُقدة أن هناك شعوباً أفضل منا ومحاولاتنا اليائسة للتشبث بالعالم الخارجي وتحسين جيناتنا الزنجية. إني أجزم أن عدد المسيرات التي خرجت في الخرطوم تُندِّد بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لم تخرج مثلها في القدس (يعني ناس البكا استغفروا والجيران كفروا).. وأن ميزانية الدعم الاعلامي لعاصفة الحزم لم تبذل مثلها السعودية .....يعني نحن ملوك اكثر من الملك . خارج السور: لماذا تُقيّد واقعة وفاة طفل الشجرة تحت الأنقاض ضد مجهول.. لماذا؟ إن كل من شارك ودبّر ونفّذ وخطّط وموّل وقرّر في إزالة بيت ذلك الطفل هو مسؤول أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. *نقلا عن التيار