تأمُلات وزير مالية أم طالب فاشل في الإنشاء!! بدر الدين محمود – الذي يفترض – أنه وزير مالية السودان يبدو لي مثل طالب غير متميز في مادة الإنشاء. فقد أطلق سعادته تصريحاً غير مهني أتوقف فقط عند عبارة واحدة منه. تقول العبارة " بلغ دعم البنك المركزي للقطاع الزراعي ثلاثة مليارات جنيه، الشيء الذي أدى لإرتفاع التضخم وزيادة سعر الصرف بسبب التمويل بالعجز لقطاع الزراعة". فهذه العبارة استفزتني كثيراً لكون الغرض منها هو بيع الوهم وممارسة الخداع – الذي صار أوضح سمات القائمين على أمر البلد- ومحاولة استمالة بعض البسطاء. بالطبع لا أتوقع أن يصدق حتى أصغر أطفال السودان مثل هذا الكلام الإنشائي الضعيف. لأننا لو سلمنا بأن دعمكم لمختلف القطاعات ( رغم أنكم لا تدعمون شيئاً) هو المتسبب الأول في ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الجنيه في مقابل الدولار، فلن تقنعنا بأن الثلاثة مليارات التي تمولون بها قطاع الزراعة بالعجز أدت لزيادة مستويات التضخم في البلاد. فأين الأسباب الحقيقية من حديثك كوزير ( مفترض) لمالية البلد الغني بثرواته، الفقير بمسئوليه! لماذا لم تحدثنا عن الصفقات الوهمية والأموال المنهوبة التي تزيد عما ذكرته من تمويل للزراعة بملايين المرات! لماذا تتغاضى عن حقيقة أن البنك المركزي الذي تزعم أنه يدعم الزراعة بثلاثة مليارات من الجنيهات فقط ينفق عشرات أضعاف هذا المبلغ على موظفيه كرواتب وامتيازات، لأن جلهم من أصحاب الحظوة، فيما ينطبق على القلة الباقية قول " في جاه الملوك نلوك"! هل فعلاً يصل راتب مدير عام بنك الخرطوم ( الشامي) فادي الفقيه صاحب ال (39 عاماً) إلى ( 50 ألف دولار) هذا بخلاف الامتيازات الخرافية الأخرى التي يحصل عليها! يعني ما تمولون به الزراعة – إن صح ذلك- يعادل راتب نحو أربعة أشهر فقط لمدير بنك الخرطوم ( الأردني الفلسطيني) ، والمقصود بالطبع راتبه بدون الإمتيازات الأخرى التي تتضمن مصاريف الأولاد الدراسية وسيارتين له وللأسرة وغيرها. وهل سأل طالب الإنشاء، أقصد وزير المالية ( المفترض) نفسه عن خبرات ومؤهلات مدير بنك الخرطوم ( 39 سنة) التي ميزته عن نظرائه السودانيين لكي يحظى بكل هذه الإمتيازات في بلدنا، بينما يتشتت أبناء الوطن بين بلدان العالم وتقضي العطالة على أحلام وتطلعات من بقي منهم بالداخل! وهل يدري بدر الدين محمود أن الراتب الخرافي والامتيازات المهولة لا تتوقف على مدير بنك الخرطوم فادي وحده، بل يشاركه فيها الكثير من موظفي الإدارة العليا بالبنك من (الشاميين) ! وهل سمعت يا وزير مالية حكومة السودان ( المفترض) بحالات الفساد التي ما تركت قطاعاً ، مجالاً أو مؤسسة إلا وأصابتها في مقتل! هل أبلغوك بأن ( فنيلة) ميسي التي تسببت في الإطاحة بطالب الإنشاء الآخر (أبي عز الدين) واحتفالية تكريم الرئيس بأديس أبابا قد كلفتا الدولة أكثر من دعمكم المفترض للزراعة! وهل تعلم كما يعلم الكثير من عامة الناس- ناهيك عن الاقتصاديين والخبراء – أن أي بلد بلا انتاج مع تزايد أعداد الطفيليين فيه لابد أن تنخفض عملته إلى ما لا نهاية، أم أنك تسمع بذلك لأول مرة! أسئلة كثيرة يفترض أن تدور بذهن أي مسئول قبل أن يشنف آذاننا بالتصريحات العبثية، فغالبية أبناء شعبنا يفهمون ويعون ما يجري حولهم حتى وإن بالغوا في صبرهم على أذاكم. كمال الهِدي [email protected]