السودان فعلا بلد العجائب والغرائب، فالديكتاتور الطاغية "عمر البشير" يقتل 2 مليون من أهلنا فى جنوب السودان وبدون أدنى شعور بالحياء يحضر إحتفال الجنوب بإستقلاله عن "النظام" الظالم قادته، ثم يعود رئيس "النظام" الذى قتلهم "يقدل" سالما للخرطوم وهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية! والديكتالتور الطاغية "عمر البشير" يقتل 400 الف من أهلنا فى دارفور ويعترف بلسانه بقتل 10 الف شهيد "فقط" لم يفعلوا شيئا حتى يقتلوا، فيجد من أبناء دارفور و"نخبها" من يدعم سلطته ويعمل معه غير عابء لذلك العدد من القتلى .. و"القاتل" يزور دار فور من وقت لآخر ويخرج منها سالما لا يصيبه "حجر"! بعد كل ذلك يوجه "عمر البشير" الإشادة لجيش "فككه" وأضعفه أفقده هيبته وأختزله فى عدد من القادة "المترهلين" لكى يقف الجيش الى جانب شعبه كما تفعل الجيوش الوطنية فى العالم كله. وينسى "عمر البشير" بسبب جهله وعدم معرفته بعرف "بلد" يحكمه، أن من يستحق الإشادة والتقدير هو شعب السودان "الصوفى" الثقافة والتربية والإرث والتاريخ بمختلف دياناته ومعتقداته الروحية، لأنه شعب تابى نفسه "الإغتيالات" والتفجير العشوائى الذى يلحق الضر والأذى بأبرياء لا ذنب لهم كما يحدث فى العديد من دول العالم وفى ذات الوقت تأبى نفسه "العمليات" الإنتحارية التى تسمى "إستشهادية" أو جهادية. فالسودانى يحارب ويواجه عدوه مهما كان ظالما مباشرة ومن إمامه لا من خلفه أو أن نفسه ترتاح لذلك النوع من النزال. الديكتاتور الطاغية "عمر البشير" لأنه لا يعرف قيم وأخلاق ثقافة شعب يحكمه ولولا ذلك لما فرض عليهم فكر "الأخوان المسلمين" القادم من مصر المتحالف مع الفكر "الوهابى" القادم من جزيرة العرب، ولما عزا تماسك السودان للجيش وحده حتى لو كان فى قوة الجيش الأمريكى، فقيم ذلك الشعب هى التى حفظت السودان رغم الظلم والإذلال والتجويع والإفقار والتحقير والتمييز الذى حاق به لمدة 27 سنة، لأن الجيش السودانى لم يكن اقوى من الجيش "السورى" الذى دمرت بلده ولو كان "البشير" أو رموز نظامه فى سوريا لتم تفجير كل واحد منهم 100 مرة، خاصة وهو يتحرك من وقت لآخر فى سيارات مشكوفة، يهز ويرقص فينخدع العالم الخارجى حينما يشاهده على القنوات الفضائيه فيظنون أنه "محبوب" من شعبه، ولو اراد "الطاغية" التأكد من مشاعر هذا الشعب المسالم العظيم فعليه أن يبتعد عن السلطة – مؤقتا - وأن يسلمها لحكومة إنتقالية تتشكل من شخصيات لا تنتمى لمؤتمره "الخائن" دورها أن تشرف على إنتخابات حرة ونزيهة تتكافأ فيها الفرص الإعلامية كما حدث بعد إنتفاضة ابريل 1985، عندها سوف يكتشف حجمه الحقيقى وكراهية الشعب السودانى له وأن فى مقدمة الذين يصوتوا ضده هم حملة بطاقة "المؤتمر الوطنى"؟ من الطرائف أذكر فى مصر جاء الى شاب بتوصية من أحد الأصدقاء يطلب منى فيها أن اساعده فى كتابة "طلب" لجوء لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك وهو خريج "جامعى"، فأكتشفت أنه يحمل بطاقة "المؤتمر الوطنى" ويعمل فى التلفزيون ، فقلت له ساخرا لماذا تفكر فى اللجوء وأن تعمل فى "الحكومة"؟ فكشف لى مرتين عن مدى أنحطاط مستوى التعليم فى زمن الأنقاذ، المرة ألأولى لأنه خريج "جامعى" رغم ذلك فهو عاجز عن كتابة "طلب" لجوء .. والمرة الثانية لأنه يظن بكل "سهولة" سوف يسافر الى أمريكا بعد الموافقة على طلب لجوئه فى مصر وهو لا يعلم أن عدد من المعارضين الجادين لديهم ملفات لأكثر من 20 سنة ولا زالوا يعانون فى ذلك البلد. عجيب الشعب السودانى .. الذى لا يفهم حقيقته غير أهله، لكن ما هو أعجب من ذلك بعض القادة والرموز السياسية التى حكمت السودان. على سبيل المثال السيد "مبارك الفاضل" الذى من المفترض لديه "غبينة" مع نظام "الأنقاذ" أكثر من أى سودانى آخر لأنه أنقلب على سلطة ديمقراطية كان سيادته يتبوأ منصب وزير "داخليتها" ممثلا للحزب الذى فاز بالإغلبية فى إنتخاباتها، يعنى بلغة السياسة أن ذلك الإنقلاب حكم على سياتدته بأنه وزير داخلية "فاشل" لم يكن مؤهلاء لذلك المنصب "الهام" .. وإذا كان حمل السلاح ضرورة يفترض أنه فى مقدمة من يحملون السلاح ضد النظام. الذى حدث أن "مبارك الفاضل" بعد أن "فرتق" التجمع الذى كان "أمينه العام" ذهب مفاوضا للنظام مكلفا من الحزب ورئيسه، فإنتهى به الأمر داخل القصر مساعدا لرئيس جمهورية النظام، حمدنا له خروجه سريعا رغم أنه أطال من عمر النظام لعدة اشهر وترك من ورائه عدد من الوزراء. بعد ذلك اصبح قريب من "الجبهة الثورية" وأكل معهم "الملح والملاح" ووقع معهم عدد من الإتفاقات مثلا "الفجر الجديد" واستقبل فى "المنفى" عدد من الشباب واستمعوا الى وجهة نظره التى لا تختلف كثيرا مع المعارضين والمقاومين، ثم فجأة قرر العودة الى داخل السودان .. وفعلا رجع ولم يمسسه سوء كغيره من الذين وقعوا على ميثاق "الفجر الجديد" والمريب فى ألأمر أنه كان الوحيد من بين القادة السياسيين الذين فلتوا من يد إنقلاب الأنقاذ حينما خرج وهو كذلك العائد الوحيد من بين السياسيين الذين عادوا بعد التوقيع على ميثاق "الفجر الجديد" وكذلك لم يقبض عليه أو يحقق معه أو يمسسه سوء، فهل "لغازى صلاح الدين" علاقة بذلك؟؟ الآن "مبارك الفاضل" ويا للأسف يؤيد دعوة "الأرزقى" أحمد بلال عثمان "بوق" النظام مع أنه "إتحادى ديمقراطى"، لكى يكون حوار قوى نداء السودان مع "النظام" المجرم "بالداخل"، وهو يعلم أكثر من غيره أن من أهم مكونات نداء السودان "الجبهة الثورية" التى تضم قادة مهمين محكومين "جورا" بالإعدام، فكيف يأمن محكوم بالإعدام على نفسه من حوار بالداخل؟ وكيف يتحاور العقلاء مع نظام لا زال يواصل المضى قدما فى شراء الأرزقية والمأجورين والمأزومين والمبتزين رجالا ونساءا، أؤلئك الذين باعوا قضايا شعبهم وأهلهم وقبضوا الثمن، بعد أن كانوا من رموز "المعارضة" المشاترة؟ تصريح "مبارك الفاضل" – معيب – ومؤسف لأنه آخر وزير داخلية فى نظام "ديمقراطى" ويفتقد للحنكة السياسية لأنه يدعم إستمرار "المليشيات" الإرهابية القائمة فى السودان والتى يتبناها ويمولها "النظام" وعددها خمس مليشيات فى مقدمتها مليشيا يقودها "متطاول" بجح، فاقد ثقافى وتعليمى يدعى "حميد تى" .. اساء النظام "للجيش السودانى" الذى تحدث عن عظمته وهو يمنحه رتبة "اللواء" وهو أمى مى لم يزد تعليمه عن المرحلة الإبتدائية. وصلت به درجة التطاول والغطرسة أن يتحدث بإستمرار حتى كاد أن يصبح وزيرا للإعلام على خلاف باقى قادة الأسلحة والوحدات إن كانت فعلا قوات "الدعم السريع" سلاح تابع للجيش لا "مليشيات". المفترض من "مبارك الفاضل" قبل أن يدعو المعارضين والمقاومين للتحاور فى الداخل وكوزير "داخلية" سابق أن يطالب "النظام" بتفكيك تلك المليشيات وحلها، وإذا اراد أن يعرف قدرها فعليه يوجه لها ابسط كلمة نقد. حميد تى وصلت به درجة "التطاول" والبجاحة أن يهدد كل من يرفض الإنصياع "للسلام" الزائف وفق شروط "المؤتمر الوطنى" حتى ديسمبر القادم، بأنه سوف يدخله فيه صاغرا بطريقة "الجنجويد" وبالطريقة التى قتل بها شهداء إنتفاضة سبتمبر 2013. أكثر من ذلك فإن "حميدتى" الأمى الجاهل اصبح "مفتيا" وخبير سياسى يتحدث عن "الديمقراطية" ويقول أنها "الشورى" وهو لا يعرف الديمقراطية ولا يعرف "الشورى" ولولا ذلك لما ربط الديمقراطية " بالعرى". معذور "اللواء" الجاهل "حميد تى" لأنه لم يقرأ فى الأدب الشعبى السودانى، لذلك لم يمر على البيت الذى يقول: كعب التداخلو ويبقى ماد قدومو وكعب الدليب وكتين يصيّح بومو عريان العروض ما بسترنو هدومو وحّدبو الضمير في الشينة كبر كومو تاج السر حسين – [email protected]