رأي رئيس هيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح في حديث صحفي له بالزميلة (المجهر) أن المجتمع السوداني فيه خير كثير فقط يحتاج إلى عمل إرشادي من حيث الالتزام بضوابط الشريعة الإسلامية.. وعن رأيهم في غلاء الأسعار الذي ضرب الأسواق، قال بأنه بلاغ من عند الله سبحانه وتعالى للأمة أن تتوب وتعود إلى الله، وكما قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ). ونبَّه إلى أن المفهوم الخطأ هو أن العمل الصالح انحصر في الشعائر، ونفى في الوقت ذاته تدخل الحكومة في عمل هيئة علماء السودان. وقال بأنه لا الحكومة الحالية ولا السابقة تدخلت من قبل، وأنهم يعملون باستقلالية تامة. من الثوابت التي يقوم عليها الدين هي النصيحة (الدين النصيحة)، والنصيحة هي أساس في حياة البشر، وأمر مهم في شريعة الإسلام، ، والحاجة ماسة إلى إحياءها كمنهج وتنظيمه وتطويره وتفعيله في واقع الناس، خاصة وان (الأمة السودانية) تعيش منعرجاً خطيراً التبست فيه الكثير من المواقف والتصرفات. ولكن في المقابل النصيحة ليست قاصرة على الشعب السوداني الذي دعاه رئيس الهيئة للتوبة ليعم الخير والرفاة ، وإنما يتساوى فيها الشعب والحكام، فنُصح الحكام في السودان يكتسب أهمية قصوى خصوصاً في هذا أيامنا هذه التي عظم فيها الغلاء والفساد. هل كل الإشكالات الحالية التي تسببت في الغلاء الطاحن والواقع المزري وراءها المواطن المغلوب على أمره و(أهل القرى الذين لم يؤمنوا لتتنزل عليهم البركات من السماء) ..كلا يابروف سياسات الحاكمين هي وراء البلاء الذي وصلنا إليه ، ولولاها لما وصل أهل القرى إلى هذا الدرك الأسفل ، فهم من يتحمل دفع جميع (الفواتير) سوء للحرب أو للقطاع السيادي المترهل بجيوش الوزراء أو حتى للخدمات ، فرسوم التعليم أرهقتهم والعلاج لم يعد مجانياً كما كان ، والغاز زاد سعره ، والكهرباء والمياه ، وكل السلع أصبح المواطن هو الذي يتحمل إرتفاعها ، ومع ذلك يدفع من (الجبايات) و(المكوس) المفروضة عليه للحكومة التي تتحدث عن التقشف وتصرف على منسوبيها صرف من لا يخشى الفقر. إن النصيحة ينبغي أن تقدم إلى الحكام قبل الرعية فهم وراء حجب الخير عن أهل القرى ياهيئة علماء السودان ، وأعظم الجهاد قولة حق في وجه سلطان جائر ، ولكن من المؤكد أن مجلسكم المؤقر لن يفعلها خوفاً من قطع الإمتيازات الحكومية ، ويخشى نصح الحاكمين حفاظاً عليها ، ولذلك حتى الدعوة الى التقوى من أجل أن تعم البركة والخير نصيحة توجه للشعب لا الحاكمين ..أحسن (تقرضو) على (هلال رمضان) والتحري عنه ، والمصادقة على (العقود الربوية) أو الصمت عن نصح من يوقعونها لأنهم يأذنون بحرب من الله ورسوله . الجريدة ______