قبل أن ألج إلى الموضوع الذي أنا بصدده خطرت لي التساؤلات التالية عن هيئة علماء السودان : ما هي المؤهلات المطلوبة لكي يصبح الشخص عالم سودان ؟؟ وما هو الوصف الوظيفي لعالم السودان ؟؟ ومن يحاسبهم ؟؟ ومدى إلزامية فتاواهم ، ويحضرني هنا فتواهم بعدم جواز سفر رئيس الجمهورية بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية وهي الفتوى التي ضرب بها الرئيس عرض الحائط وسافر بعد يوم واحد من إصدار الفتوى إلى قطر . جاء في الصحف أن رئيس هيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح قال في تعليق على موجة الغلاء التي تجتاح البلاد أن الغلاء ( بلاغ من عند الله سبحانه وتعالى للأمة أن تتوب وتعود إلى الله ) ، صحيفة المجهر السياسي 26/08/2016 ، واستشهد بالآية الكريمة (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء )) صدق الله العظيم . قال ( البروفيسور ) قولته الطائشة ولكن لم يقل لنا نتوب من ماذا ؟؟ فخطابه للأمة يشملنا جميعاً ، ولماذا لم يوجه التحذير للذين عليهم أن يتوبوا ؟؟ الذين يقتلون الأبرياء من المسلمين وقد اعترف رئيس الجمهورية بأنهم من يقومون بذلك ، والذين يحبسون ويعذبون معارضيهم حتى الموت ، والذين يقطعون أرزاق الناس فقط لأنهم ليسوا من الموالين ، والذين يستبيحون المال العام ويأكلون أموال الناس بالباطل ويعيثون في الأرض الفساد ، والذين يغتصبون النساء في دارفور والمعتقلات ، والذين ساهموا في تخريب اقتصاد البلاد فعمَّ الغلاء . والذين أعنيهم لا يهمهم الغلاء فهم يعيشون في بروج مشيدة ، فلو صارت أسطوانة الغاز بألف جنيه سيشترونها ، ولو أصبح كيلو الطماطم بمئة جنيه سيشترونه ، وليشرب رعاياهم من البحر . وفي استشهاد ( البروفيسور ) بالآية الكريمة اتهام لنا جميعاً بعدم الإيمان وعدم التقوى ، والسؤال هل كنا قبل موجة الغلاء هذه مؤمنين وأتقياء ثم نكصنا على عقبينا ؟؟ وهل نحن أكفر من الشعب السويدي الذي يعد أكثر شعوب العالم سعادةً ؟؟ وهل نحن أفسق من الشعب السويسري حيث الرخاء والوفرة ؟؟ ستقولون لنا إن هذه جنتهم ، ولكن هل كُتِب علينا الشقاء في الدنيا لندخل الجنة في الآخرة ؟؟ أم تريدون أن توزعوا لنا صكوك الغفران ؟؟ أم أنه الهروب من الواقع وإرضاء السلطان ؟؟ أيها ( البروفيسور ) ، عندما جثمتم على صدورنا وجدتم شعباً مسلماً بطبعه ، فما الذي جعل هذا الشعب يصبح من غير المؤمنين وغير الأتقياء بعد أكثر من ربع قرن من الزمان من حكمكم المشئوم ؟؟ صحيح أن الرزق بيد الله يؤتيه من يشاء ، ولكن الحصول على الرزق يلزمه العمل ، فقد قال سبحانه وتعالى (( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله )) صدق الله العظيم ، والضرب هنا يعني السعي . هل تعلم كم من الشباب يبحثون عن عمل ولا يجدونه بسبب سياسات التدمير التي انتهجتها حكومتكم الظالمة ؟؟ هل نحن ( عامة الشعب ) من أقفلنا 485 مصنعاً في خلال السنوات الخمس الماضية ؟؟ هل نحن من دمرنا مشروع الجزيرة ؟؟ هل نحن من ألغينا النقل النهري والنقل الميكانيكي والخطوط البحرية ؟؟ وهل نحن من احتكرنا الشركات والعمل الخاص حتى اضطر للهجرة خيرة أبناء البلد ؟؟ حكومتكم لم تكن معنيّة بترقية الإنتاج حتى يعم الرخاء ، وهذا معلوم للقاصي والداني ، مالكم كيف تحكمون . أيها ( البروف ) قل خيراً أو اصمت ... حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يدعون العلم ... عمر يوسف . [email protected]