كلمة التجنيب لغوياً تعني أن تزيح شيئاً ما جانباً عن باقي الأشياء أو تضع مالا على جنب بلغتنا العامية سواء بالعديل كما في الحالات التي يتم فيها تخويل من هو مؤتمن على ذلك الشيء أو المال من طرف الدولة أو صاحب العمل الخ .. أو بالأعوج مثلما كان يفعل مسئؤلو الإنقاذ أيام نغنغة البترول والى الآن ولو بصورة مختلفة لآنهم يعتبرون هذه النعمة ملكا لهم ولتنظيمهم مسداة من خالق السموات وقد جعلهم كما يتوهمون خلفاء له في أرضه وأوصياء على عباده غير الناضجين ففرضوا عليهم الوصاية بالتمكين . تقول عصفورة الشمارات العليمة بأماكن المدخرات ..ان الدكتور عوض الجاز كان يحتفظ بريع البترول والذهب في أيام ولايته على الطاقة والتعدين في منزله داخل خزانة في حجم كراج سيارته ..ويقوم بنفسه بتوزيع المال على متطلبات الأمور على طريقة تجار السوق العربي بعيدا عن دولاب الدولة واجراءات ضبط المال العام ..والكل يذكر قصته التي سارت بها الركبان مع مساعد رئيس الجمهورية الأسبق السيد مبارك الفاضل المهدي الذي ذهب اليه طالبا تغطية رحلته في ذلك الوقت للولايات المتحدة ..فرفض الجاز طلبه بحجة أنها رحلة حزبية وليست مهمة بصفته الدستورية .. وحينما سأله المساعد الفاضل..وماذا تفعلون بفلوس البترول .. أجابه ساخرا ..بقوله والعهدة على العصفورة الشمشارة .. اننا نشتري بها من هم أمثالك .. وهاك يا ضرب ! إذن ما كشفت عنه حادثتي سرقة قطبي وصابر .. ماهو إلا غيض من فيض هذا التجنيب الممنهج في بيوت السادة أمراء العهد الرسالي .. وهم لا يخجلون من الأمر لانه أكثر من عادي في بلد هي بلدهم .. وليس هيلنا وهيلكم أنتم على رأي طارق الأمين ونانسي عجاج ! وهم يعملون بنظرية ذلك التاجر المصاب بالوسواس فلم يذعن لنصيحة أبنائه بايداع أمواله لدي البنك بحجة أنه يخشى أن يحترق البنك ..فقام بتعبئتها في صفائح ودفنها في فناء الدار .. وعندما ذهب لإخراجها بعد عام أو عامين وجد مياه الأمطار قد اصابت الصفائح بالصدأ وأتلفت ما بداخلها كله .. تماما مثلما سمع حرامية قطبي وصابر صدى صوت ما بداخل خزائن منازلهم ومكاتبهم الخاصة ينادي في افاق البلد السائبة ها أنا حبيس تجنيب الفساد فخلصوني .. وقد كان أن تم له ما أراد ليتحول من حبس لصوص كبار وينعتق تجنيباً في جيوب آخرين اقل رتبة .. فهذه بتلك والبادي أظلم ..والله اقوى من كل الظالمين فيفضحهم في غفلة غرورهم السلطوي الزائل حيث لن يسترهم فقههم المزعوم ! [email protected]