٭ كنا ضيوفاً على إحدى الإذاعات الخاصة أنا والملحن الكبير عمر الشاعر والحبيب الراحل زيدان إبراهيم، طلب منا مقدم السهرة أن نتحدث عن آخر أمنية نتمناها قبل أن ننام، فأخذ كل منا يتحدث عن أمنيته والراحل زيدان ينظر إلينا شارداً، بعد لحظات جاء دوره ليحكي أن أمنيته، فقال إنه يتمنى أن يموت ولسانه ينطق بالشهادتين، وأكد لنا زيدان أن هذه الأمنية لم تفارقه يوماً، وهو يضع رأسه على الوسادة لينام. ٭ اعترف المخرج الكبير (هيتشكوك) الذي يلقب بملك الرعب في السينما الأمريكية أنه لم يكن يشاهد أفلامه، وهي تعرض على شاشة السينما، وحين سئل عن السر في ذلك؟ أجاب أن حالة من الرعب تنتابه كلما ما شاهد واحداً من أفلامه المرعبة، خاصة فيلم (الطيور)، بالرغم من أنه هو من صنع هذا الفيلم، وقال إن زوجته دعته مرة أن يشهد معها فيلمه المعروف (سايكو) ليرى بعينيه مدى عبقريته في الإبداع ،وبعد إنتهاء الفيلم أكد أنه لم ينم ليلتها. ٭ بعد رحيل الفنان خوجلي عثمان عليه الرحمة قال عازف الكمان المعروف (دفع السيد) إنه لم يمس وتراً لكمنجة بعد خوجلي، قال لي هذه الكلمات وأصر عليها، وتشاء الظروف أن ألتقي به بعد غربة طال زمانها على شارع من شوارع بيت المال، رحت أتأمله وقد بدا عليه رهق السنين، فسألته عن الأيام وما فعلت به لياليها، وجاءني خاطر أن أبارك له عودته لعزف الكمان، فأجابني: ومن قال لك أنني عدت لكمنجتي وهي الآن تنام في ركن المنزل على خيوط من النسيان، نظر إلى أعظم عازف للكمان عرفته الإذاعة السودانية بحزن ثم إختفى بين الزحام. ٭ أذكر أني زرت الفنان إبراهيم عوض لحضور بروفة أغنيتي (دنيا غريبة) فسألني : لقد علمت أن في نيتك أن تهاجر؟ فأجبته : ربما بعد أسبوع من الآن، فقال لي : أرجو ألا تمتد هذه الأيام إلى سنوات طويلة كما فعل البعض، فعاهدته أن أغترابي لن يستمر إلا شهور قليلة، هاجرت بعدها لألتقي به بعد أكثر من عام أثناء حفل أقيم على شرفه في أمارة أبي ظبي، إحتار كثير من الزملاء عندما لاحظوا أن الفنان الكبير أشاح بوجهه عني معاتباً وهو لا يعلمون أني خنت عهداً كان بيننا . ٭ منار صديق فنانة رائعة قادمة على أنغام صلاح إدريس الرجل الذي أكد على عودة جديدة لعصر الأغنية ذات الرنين الذهبي، منار قادمة عبر أغنية (وديني لي بلدي)، وهي قادرة بما تملكه من إبداع أن تسقط أعلام الأغنيات المسطحة الأبعاد والقضاء على أصحابها من حملة الأصوات المصابة بحمى الضنك، منار صديق هي الرجاء لنا في هطول سحابة نورية من الإبداع الحقيقي تعمل على إنقاذ ما تبقى من أنفاس لنا تحيط بها مجموعة من المتاجرين بالجمال تحت ستار من بروق كاذبة أمطارها. ٭ هدية البستان أنا بشكرك على أي كلمة نطقتها أنا بشكرك على أي دمعة سكبتها إنته الليالي حكمتها وعذبتها ولوعتها .. وأنا بشكرك اخر لحظة