هناك علاقة قديمة بين أصحاب القرار والفنون والأدباء والكتاب في العالم فقد كان تشرشل رئيس وزراء بريطانيا (1951 الى 1955 ) كان كاتبا بارعا وكان نابليون يكتب الشعر والقصة والرئيس الفرنسي ميتران كان يعشق الأدب ويحب الأدباء والعلاقة بين أصحاب القرار وأصحاب الأدب والصحافة والفنون تختلف من منطقة إلى أخرى .. ومن دولة إلى أخرى في الدول الديمقراطية تأخذ هذه العلاقة شكلا متوازنا إن أصحاب القرار يدركون قيمة الأدب والصحافة والفنون ولهذا يسعون إليهم ويتقربون منهم .. وتجد في الصدارة دائما المواهب الأدبية الكبرى وحتى في فترات الحكم الشمولي في الإتحاد السوفيتي سابقا كانت للأدباء والفنانيين والكتاب مكانة خاصة , كانت لهم إمتيازات مثل أعضاء الحزب تماما . وفي الدول المتقدمة يحتل الأدباء والفنانون صدارة مجتمعاتهم بجوار أصحاب القرار لأنهم يقدرون كل صاحب موهبة في دول العالم الثالث تختلف الصورة تماما .. إن أصحاب القرار يعتبرون الكتاب والأدباء والفنانيين من مصادر الإزعاج .. لأنهم يحركون العقول والقلوب والمشاعر إنهم يدقون أجراس الخطر ويحاولون دائما تنبيه الشعوب بحقوقها وواجباتها وواجب السلطات تجاهها وهذه أشياء غير مطلوبة إن تحريك العقول يعني التساؤل والدهشة ومحاولة المعرفة وهذه الأشياء يمكن أن تزعج أصحاب القرار حتى لو بقيت مجرد تساؤلات في السر بين الإنسان ونفسه ...وتنبيه الشعب قضية مرفوضة لأنها تعني المطالبة بالحقوق وهذه أشياء غير مرغوبة علي الإطلاق الراكوبة كصحيفة في دولة كالسودان لا تؤمن بالحريات والصحافة فيها مكبلة بقوانيين وتخضع لمراقبة الاجهزة الامنيه بالتالي هي مصدر إزعاج كبير جدا لحكومة الإنقاذ وعلاقتها بالإنقاذ سئية جدا وسعت بكل قواها إلى إغلاقها وإسكات صوت الأغلبية الصامتة التي تمثلها الراكوبة وفي أكثر من محاولة لإطفاء نور الحق ولكنه إستعصى ولو كره المنافقون لأن هذه الحكومة لا تريد تحريك العقول التي ستسأل عن حقوقها وواجبات السلطة تجاهها فالذي قامت به الراكوبه لم تستطع القيام به المعارضة بكل أطيافها وبكل إمكاناتها ومواردها البشرية والمالية وللأسف هذه المعارضة حتى هذه اللحظة عاجزة في تأسيس قناة فضائيه منذ أكثر من 27 سنة .. ولو لا الراكوبة لما تعرف الشعب على الكثير من الجرائم والسرقات ولم يتعرف على مستوى الدمار الذي أوصلتنا إليه هذه الحكومة والكل يعلم بالجرائم التي أرتكبت بحق المواطن وبحق الوطن وقامت الراكوبه بكشفها ولا داعي للتذكير فالراكوبه تذكرني بظهور قناة الجزيرة في بداية عهدها فكان للجزيرة دورا كبيرا في تغيير نمط الإعلام العربي القديم المتخلف هذا لو إتفقنا أو إختلفنا معها ووصلت في أحيانا كثيرة الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين قطر ودول كثيرة بسبب هذه القناة.. وتم إغلاق مكاتبها في أكثر من دولة في العالم ولأسباب مختلفة ثم فتحت هذ المكاتب مرة أخرى وقيل عن الجزيرة ماقيل لكنها إستمرت وأجبرت الآخرين بمحاكاتها بدلا من محاربتها فيجب أن يحسب لها هذا الفضل في التغيير , فكذلك لقد إستطاعت الراكوبه أن تؤثر على إعلام السلطة ولو على إستحياء في التقليل من الكذب والتضليل ويعملون لها ألف حساب وأصبحت رقما صعبا في حسابات الاعلام الداخلي لا يمكن تجاوزه شئيتم أم أبيتم لذلك ليس بمستغرب من شن الحروب ضدها لإشانة سمعتها ولم يتوقفوا لأنها المنبر الوحيد المتوفر لمقارعة السلطة في كشف الحقائق ( أيضا صحيفة حريات وبعض الصحف الأخرى ) لأنهم لم يجدوا ثمنا لها كما ثمنوا وباعوا وأشتروا الصحف والصحفيين ولم يتبق منهم الا القليل نسأل الله لهم الثبات . فأعداء النجاح يمكن ان يأتون من نفس البيت فهؤلاء ربنا يكفي الراكوبه شرهم أما أعدائها الحقيقيين الفاسدين فالراكوبة كفيلة بمحاربتهم. فيجب على المعارضة بكل أطبافها مدنية أو طائفية أن تكون أشد حرصا على بقاء صحيفة الراكوبه من أي وقت مضى لأنه لا يوجد لكم منبر آخر . وإذا كان من حقك في بعض الأحيان أن تنتقد الراكوبه وأن توجه اللوم لها وعلى فكرة الراكوبة لم تتوانى لحظة في نشر المنتقدين لها بحكم متابعتي لمنشوراتها كما تقوم بنشر الردود حتى من أهل الإنقاذ وأبوابها مفتوحة لذلك وهذا يدل على المتابعة من الآخرين فإن من حقها عليك الآن أن تدافع عن وجودها وأن تبذل كل الجهد لكي تبقى رمزا لحلم سوداني كبير .. ان ظروف المعارضة حاليا لا تسمح لها أن تقوم بدورها كما يجب وان السبب في ذلك كله يرجع للمناخ العام الذي فرض واقعا جديدا أقرب للتشرزم والخلافات نتيجة الإختراقات التي حصلت للأحزاب وتصفية الحسابات بين الاحزاب وحتى في داخل الحزب الواحد للأسف وان الوطن هو من دفع فاتورة هذه الخلافات وهذا التشرزم . إلى حين تغيير هذا الواقع أو ترتيب بيت الأحزاب (مالكم غير الراكوبه أن تسظلوا تحتها لتسوية خلافاتكم ) لذلك يجب أن تقفوا جميعا ضد اي محاولات تهدف لتشويه سمعة هذه الصحيفة او النيل من مصداقيتها او تراجع دورها شكرا الراكوبة وشكرا مؤسسها السيد وليد الحسين هذا الرجل الفذ الذي يستحق منا الثناء وأقول له حمدا لله على السلامة [email protected]