هيهات للجمل أن يبتغي اعتدالا لعنقه الذي لا يراه و إن سوء الخلق لن يخفيه الهندام و لا المنمق من الكلام و رُبّ كلمة هوت بقائلها إلى الحضيض الذي لمّا منه ينفطم و كشفت مستور لؤمه و نقصان عقله و بدلا من أن ينبري أحمد منصور إلى رتق الفتق الذي تسببه قومه و يناصحهم و يريهم بطلان أمرهم الذي مشت به الدول تتلكم، تركهم كما ترك الباخسين لبضاعتهم المروية بمياه خالطتها أقذارهم و لم يجد إلا أن يستعظم على السودان و أهله أن عافوا ما تعافه النفس الطيبة التي أمرها ربها أن تأكل من طيبات ما رزقها و ليس خبيثه و إنا أيها الأحمد لنقول عن أنفسنا امتثالا لأمره عز و جل (و أما بنعمة ربك فحدث) فلسنا من يتخطف الطعام و يسأل الناس إلحافا بالحرمين الشريفين و لسنا من رمى بثوب الحياء خشية الموت ثم ذهب ليصنع ما يشاء و حقا إن في اللئيم طبع لا يرميه و جِبِلّة له لازمة أنه يستصغر المُعْطِي بينما ينْهم عطيته نهم من لا يؤمل نفسه طعاما لأشهر. و إن أحنى حكامنا رؤوسهم لكم بذُلٍ و أروكم هواناً فإنما الهوان فيهم و نحن منهم براء. نحن شعب أبِيٌّ عزيز النفس نأبى الضيم و الهمز و اللمز الذي نفهمه و إن تَستّر و تَغلّف إذ اللغة ليست جامدة المعاني يابسة الدلالات و إنما يتبين مدلولها بالظرف الذي استُخْدِمتْ فيه فتتعدى إلى ما وراء المعنى المراد. لما تكلم بالأمس سفهاؤكم بسخرية و استصغار فقط لأن السودان رد بضاعتكم ردا حسنا كتبنا و قلنا لهم (سلاما) و مررنا على ما قالوا (كراما) و لكنا لما رأيناك الإعلامي الرقم تمشي مشيهم و ترقص على إيقاعهم قلنا إن الأمر بلغ الزُّبَى و إن الصمت منا ليس عجزا و لا نُلامُ إن جهل الآخر قيمة نفسنا و عزتها و إنا لقادرون على رد الكيد. ثم لما اعتذرت .. اعتذرت بما هو أشد علينا مما رميتنا ب(حتى) الاستثنائية لغاية الاستسصغار .. ماذا قلت معتذرا؟ (أعتذر للشعب السوداني على ذنب لم أرتكبه) مبررا على مضض أن ثلاثين مليون من السودانيين أساءوا الظن (بحتاك) ثم تقول متعاظما نفسك شأن جدكم الأول إنك لا تملك الوقت للتلفت لردود الآخرين (استصغارية أخرى) و لولا أن صديقا أشار إليك لما تنبهت إلى غضبة السودانيين بكلمتك (حتى)! أي إعلامي ذاك الذي لا يرى ردة فعل الناس على عمله؟ من أنت بغير المتابعين لبرامجك؟ ثم من قال لك إنا طُلّابُ اعتذرات و سُعَاةُ إرضاءات؟ ألا يكفيك شرفا إنا إليك كتبنا؟ اسمعها مني .. إمّا علاقات تقوم على التقدير و إلا فلكم بلد و لنا بلاد. خَسِرْتَنَا أيُّهَا الأحْمْد فَمَاذَا بَعْدَ خَسَارَتِنَا تَرْبَحُ! [email protected]