بسم الله الرحمن الرحيم تحكي الطرفة أنّ امرأة فقيرة من مدينة(بورتسودان) جاءت تشكي لوالي البحر الأحمر آنذاك (أيلا) قلة الفئران في بيتها، فسألها أيلا: (أين يقع منزلك)..؟! فقالت: (هو في حي كذا، الشارع كذا). فأصدر أيلا أمراً برصف الطريق أمام منزلها..!! الطرفة وبقدر ماتعكس اهتمام الوالي السَّابق بمظهر المدينة ونظافتها وتطويرها وجعلها مدينةًسياحية ً؛ بقدر ما تعكس أيضاً إغفاله للتنمية ورفع مُستوى المعيشة لدى المُواطنين. سَعدتُ جداً في بداية هذا العام بزيارة مدينة بورتسودان لأوّل مرّة في حياتي ضمن وفد إعلامي لحُضور ختام مهرجان السياحة والتسوق في نسخته التاسعة. وقد ظَللت ولفترة طويلة أرقب الضوضاء التي تُصاحب أيّة لفتة وحركة وموقف يحدث من الوالي أيلا، الرجل ومنذ أن كان والياً لبورتسودان نجح وبشكل منقطع النظير في استقطاب الإعلام لصالحه أولاً ثم تحييد غير المُؤيِّدين ومن بعد ذلك بدأ العَمل في الولاية. الولاية نفسها التي ظَلّ والياً عليها لمايُقارب العقد من الزمان ظَلّت مدينة واحدة منها مثل طوكر لا ترى النور ولم يزرها مسؤولٌ. فولاية بها مدينة مثل(طوكر) لا يمكنك أن تجزم أنّ بها حكومة أصلاً ترعاها وتعمل على تطويرها، ناهيك أن تكون تحت ولاية (أيلا)، ولا أدري حَقيقةً ماهي الأسباب التي جَعلت أيلا يسقط المدينة من خارطة اهتمامه بالمَرّة، فقرٌ وجوعٌ وعطشٌ ومسغبةٌ وعناءٌ ومَشقةٌ.. بعض تلاميذ طوكر مازالوا يُردِّدون في الاحتفالات أناشيد على شاكلة (أنا من يافا.. أنا من صفد سرقوا بلدي..بلدي المُحتلة فلسطين..لم يزهر فيها الليمون.. لم تضحك فيها الأشجار)، ولا أدري ياصغيري هل حقيقة سُرقت يافا أم سُرق منا الوطن..!! الأمر لا يشمل طوكر وحدها، بل ينسحب حتى على المدن والمحليات الأخرى بالمدينة. الآن المشكلة ليست في مافعله أيلا ببورتسودان، ولكن فيما يفعله بولاية الجزيرة، منذ أن تولّى أيلا مسؤولية الولاية (الكانت) خَضراء ظللنا نذكره بأنّ مدني ليست هي بورتسودان، ولكنه أغفل النصائح واستمع لصوت نفسه. أيلا الآن هو ديكتاتور مُصغّر يلهو بمجلسه كيفما يحلو له، يستبدل هذا ويعزل ذاك..ويذهب للاستجمام، بينما تغرق الولاية في مياه السيول والأمطار. يأتي من إجازته ليُمارس شيئاً من انتهار مجلس وزرائه وكأنّهم صبية صغار يعبثون بأجهزة حَسّاسَة، فيقرعهم تارةً ويعزلهم تارةً وربما يحمل سوطاً خلف ظهره لهم..! خارج السور: أصدقكم القول ، أيلا الذي خرجت الجزيرة لاستقباله عن بكرة أبيها وذبحت من أجله الذبائح..وال لا يجيد إلا صناعة المهرجانات والفشل..ليتكم وفّرتم ذبائحكم لأهاليكم.. أيلا صناعة إعلامية ليس إلاّ. *نقلا عن التيار.