شهدت الفترة الماضية تصاعد فى وتيرة حواداث الاعتداء على الاطباء بحيث تحولت الى ظاهرة مزعجه تؤرق مضاجع الاطباء. وقبل كل شي علينا النظر فى بيئة العمل في الاماكن التى تسمى مجازا بالمستشفيات بيئة عمل متردية بمعنى الكلمة إن لم تكن الكلمة اقل وصف لحالها فكل المستشفيات تفتقد الي الاجهزه الطبيه وبالكاد تكون موجوده فى عدد منها ( جهاز رسم القلب، جهاز الصدمة الكهربائية، شاشات متابعة العلامات الحيوية، وكل الأدوية المنقذة للحياة، وكل المحاليل الوريدية ،الموجات الصوتيه ، اجهزة الكمبيوتر المقطعى) فمثلا مستشفى امدرمان حيث شهد اخر حوداث الاعتداء، فى قسم الحوادث يتم استقبال حوالي 1500حاله مع توفر 10اسطوانات اوكسجين فقط ! ما ذنب الطبيب المغلوب على امره ويعمل فى بيئة لا تتوفر فيه ابسط ادوات العمل اذا اوتي بمريض ولم يجد اى وسيلة لإنقاذ حياة المريض بسبب بيئه مثل هذا ؟ ليس ذنبه بل ذنب وزاره تتبع سياسات صحيه خاطئه حولت المستشفيات الحكوميه الى خرابات لصالح مستشفيات خاصه . الحل ليس فى عمل شرطة خاصة بالمستشفيات وعسكرة المستشفيات هذا لا يخاطب الاسباب الحقيقيه التى تتمثل في ان المستشفيات اصبحت غير مؤهله وسبب بيئتها المتردية هى سبب المشاكل، الاولوية تكون فى تأهيل المستشفيات واعانة الاطباء على القيام بعملهم باكمل وجه بتوفير كل الادوات والاجهزه الطبية والادويه حتى تصبح بيئة العمل مناسبة. بعض الذين نسميهم مجازا بالمسؤوليين لو انهم انصرفوا للعمل بدل من تصريحاتهم اليومية الممله لكان خير للوطن ،ولو ان سمة مشتركه واحدة تجمعهم هى كثرة التصريحات والمحصلة العملية على ارض الواقع صفر كبير. السيد وزير الماليه اتحفنا بتصريح حين صرح بأن (بأن تدهور سعر الصرف ليس انهيارا إقتصاديا وان بعض التقارير الدولية اشارت الى ان الإقتصاد السودانى ينمو نموا مضطردا) لو نزل السيد الوزير من برجه العاجى الذى يجلس فيه الى اسواق الشعب لعرف حقيقة كلامه مثل هذا التصريحات تستوجب الدعاء (اللهم اجرنا فى مصيبتنا) [email protected]