سبقت إجازتي قبل العيد بأسبوع أحاديث وكلام كثير عن كمية الذباب والباعوض والحالة الصحية المتردية في العاصمة وسافرت على مضض أتحسب لما ألاقيه من ملاريا وإصابات بالمعدة من جراء مياه الشرب وكان ما لم يكن في الحسبان ... نزلت بمنزلي بالصافية بمنطقة بحري الهادئة أكثر المدن شهرة في نظافتها ورقي أهلها ولم أجد ما تحوطت عنه ...بل ترددت على الثورة ( المهدية ) بأم درمان ولم أحفل بشئ من جحافل الذباب والباعوض المفترى عليه ، ويبدو أن حربا ضروسا نشبت بين طائرات الرش ومكامن جيوش هذه الآفات الضارة وتمت الإبادة تماما وأماكن توالدها بالرغم من أن الأمطار كانت لا تزال تهطل بالعاصمة ولم ينضب معينها ... ومن جانب آخر .. الشئ الوحيد الذي تمنيته أن يلتفت إليه ، هو أن يوقف ظاهرة ستات الشاي الآتي يبعن ويوزعن كاسات ( المرض ) ..الشاي دون أدني شرط في صحة الإنسان .. سألتكم بالله ، كيف تغسل هذه ( الكبابي ) أليست من جركانة قابعة من وقت الضحى دون تغييرما ؤها ..!! وحتى لو غير ماؤها أين الصابون والمطهرات .. كم الذين يرتادون ويشربون ، وتعدد إستعمال ( الكباية ) الواحدة طيلة هذا اليوم .. كم من مرضٍ وأصحاب أمراض مزمنة تحسبهم أصحاء وهم يرتشفون من نفس الكأس ويوزعون أمراضهم دون مبالاة من السلطات المحلية ... !!! هل صعب الأمر في تنظيم هذه المهنة الهامشية غير الصحية بل المميته بأمراض آجلة ، هل صعب أمر معالجة الجانب الصحي ..لاحول ولا قوة إلا بالله .. كم عدد غير السودانيين الذين ملؤا البلاد بطولها وعرضها وأتوا بأمراض لا نعرفها ، ونتج عن ذلك ظهور الكوليرا ، ذلك المرض الذى ودع البلاد من جراء الأوساخ وعدم النظافة في الأبدان والممارسات اليومية غير الصحية منذ مطلع الستينات ... ، أتي بوباء مدمر لحياة الإنسان في البلاد ونحن لازلنا نقول تعاطفا .. إنهن يربين الأيتام .. وأنهن مطلقات .. وأنهن يعلمن طلابا في الجامعات .. و.. و.. الخ .. وصحة الإنسان في بلادي تهوى الى درك سحيق جراء عدم اللا مبالاة ، وجراء العواطف المغلقة الضيقة .....: ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وفتكم بعافية .. محمد مختار جعفر [email protected]