عندما استفحلت جرائم الجنرال البشير وارتقت الي جرائم ضدالانسانية التي اهلكت الزرع والضرع بدارفور، اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرةايقاف بحقه كأخطر أعداء الانسانية في القرن الواحد والعشرين ، فأنفقت الحكومة المليارات من الجنيهات المقتطعة من قوت وصحة الشعب وقتذاك ،لإقامة حفلات رقص وطرب رئاسية اهتزت فيها العصي والأصلاب والدقون بسد مروي ، كرد للمذكرة استنكارا واستهجانا ، حيث رددالرئيس في هستيرية جنونية في خطابه الجماهيري الممجوج : الرد ... الرد ، بينما يجيبه الهتيفية من خلفه : السد السد !! وكأنما بناء السدود والكباري تلك تكفر ما اقترفت يداه ضد انسان دارفور والسودان ،وتوالت الاحتفالات التنديدية لتختتم بهجيج باذخ بعاصمة شمال دارفورالفاشر التي ارغم مواطنوها لحضور الاحتفالات دون ان يدركوا لها معني منطقيا سوي ملئ الشاشات واظهار الدكتاتور البشير في صورة الرئيس الصالح المحبوب لدي شعبه ، وهو ما سعي اليه جاهداًأخوه في ل{اللهو} السيد/ محمد يوسف كبر والي شمال دارفور السابق أحد أخلص عملاءه بالاقليم الذي ظل يتحري الكذب حتي عرف عند الشعب كذاباً ، طفق هوالآخر يردد بغضب مصطنع : كداب ...كداب ..والله وليد مره كداب ... ، في إشارة منه الي أن ما أورده المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد / لويس مورينو اوكامبو ما هي الا من بنات خيالاته التي تجانب الحقيقة بدارفور حسب رأي كبر ، بينما توعد كبيرهم الاممالمتحدة وتحداها بوضعها تحت {جزمته} وما إلي ذلك ، فانتهت الاحتفالات والجنائية لم تتنازل . * لم يستحي هؤلاء من إقامة حفلات رقص بمناسبات يفترض بها أن تشق لها الجيوب وتلطم لها الخدود ، كإنشطار الشق الجنوبي للبلاد واغتيتال أبي الهامش السوداني الدكتور / خليل ابرهيم ، اذ استقبلوا الحدثين بابتهاج واهازيج منقع النظير ، فانفضت الحفلة ورثاهما الوطن والتاريخ . * بل لم يغفلوا حتي عن الاحتفال بانتهاء أمد اتفاقية الدوحة التي لم تجني سوي المزيد من معاناة المواطن المقهور ، فقد شهدت مدينة الفاشر احتفالات ديسكو بازخة الشهر الفائت بمناسبة انتهاء السلطة الاقليمية لدارفور التي حاولت من خلالها عصابة المؤتمر الوطني وبعض تجار الحروب من ابناء الاقليم طمر قضية أهل الإقليم المكلومين ، وليتهم أقاموا مكانهاالمآتم لضحايا الكيماوي البشع هناك ، ففي الوقت الذي يتراقص فيه البشير وأعوانه ابتهاجاً ظلت طفلة دارفور تئن من أوجاع إفرازات القصف الكيماوي ، وانتهت الرقصة وبقيت مأساة إنسان الاقليم ماثلة في الأفق . * وحينما أطبق الشعب الخناق عليهم في هبة سبتمبر 2013 وأوشك الشعب ان يقتلعهم من الجذور ، طفقوا يتلمسون طرقاً تنأي بهم بعيداً عن غضبة الشعب الفائر ، توصلت عباقرتهم إلي فكرة أسموها {الحوار الوطني} ، تلك الوثبة التي حقاً{فاجأنا} بها الرئيس ظلت منبراً للونسات والترهات السودانية صرفت فيها المليارات من اموال الشعب الجائع حولين كاملين ، ليحين وقت اختتامها بحفلة رقص صاخبة نهار الثلاثاء الحادية عشرة من الشهر الجاري . *يتهيئ للناظر لتلكم الاحتفالات أن السودان قد توصل إلي رفع المجاعة والمعاناة وكل خوازيق المؤتمر الوطني وإلي الأبد ، وما أن يلقي بنظرة إلي الواقع الذي وصل إليه السودان حتي يدرك أن حكومتنا ليست أكثر من فرقة مراسم احتفالات ورقص بامتياز . . . *كسرة : طبعاً الرقصات دي كلها لله !!ّ [email protected]