المهدي شاب بسيط طيب يمثل الطيبة في كل فصولها ، وفيصل له الرحمة ساخر لدرجة قف ، السخرية تجري فيه مجرى الدم ، يسخر من كل شيء حتى نفسه لا تسلم من سخريته . جاء المهدي شاكيا الى فيصل قائلا له يا فيصل (كلبك ده عضاني ) وخوفا من ان يكون كلبك به داء السعر فاني سوف اقوم بمراقبة كلبك هذا لمدة ثلاثة ايام متتالية . ضحك فيصل بسخرية وقال للمهدي ما دام كلبي عضاك فان الواجب ان اقوم انا بمراقبتك خوفا على كلبي ان يصيبه داء السعر . وبما ان دكتور مهدي ابراهيم قد فقد عصاه (التي يتوكأ عليها ويهش بها غنمه وله فيها مارب اخر ) داخل قبة البرلمان ، ذلك البرلمان الذي يتطلع الشعب منه ان يكون رقيبا على السلطة التنفيذية وحارسا للقانون والدستور . هذه الحادثة تحتم علينا ان نفعل كما فعل فيصل ونقوم بمراقبة البرلمان نفسه بدلا من ان يقوم البرلمان بمراقبة الجهات الاخرى . ان برلمان غير قادر على حماية ممتلكات اعضائه ليس جدير بان يحافظ على ممتلكات الوطن وشعبه . برلمان يغط اعضائه في نوم عميق لن يحافظ على ممتلكات اعضائه ولا على حقوق مواطنيه . برلمان لا يصحو ولا نسمع له صوت الا حينما يتعلق بمخصصات واستثناءات لأعضائه وغير ذلك فحال البرلمان يقول (خليه يا عديلة النومه بتريحه ) او كما يقول البرنامج الاذاعي حلم في حلم . برلمان حينما يفوز احد اعضائه في الانتخابات البرلمانية يذبح الذبائح بالعشرات من النياق والثيران ، فهل مثل هذا يفعل كل ذلك من اجل المواطن الذي منحه صوته ؟ هل كل هذا الفرح الذي ينتاب البرلماني لأنه سوف يقوم بخدمة المواطن والعمل على حفظ حقوقه ؟؟ برلمان حينما يفتح الله عليه بمناقشة اوضاع البلاد والعباد يقول ان الشعب هو أُس البلاء وهو سبب التدهور الذي تعيش فيه البلاد . من المضحك المبكي ان صحيفة الاهرام التي قامت بنشر خبر فقدان عصاية مهدي ابراهيم جعلته المانشيت الاول والرئيسي ، وتحته مباشرة ما نشيت اخر يقول (زيادة اسعار الجازولين تهدد بخروج القطاع الخاص من الاستثمار الزراعي ) ، ولو ان صحيفة الاهرام صحيفة اجتماعية تهتم بالإثارة لقلنا ان الامر عادي ، ولكن ان تحرص الصحيفة السياسية ان تجعل من قضية (فقدان العصايا ) هي الخبر الابرز فان هذا يعني ان الامر مقصود وتم بعناية ، وكأنها ارادت ان تقول البرلمان الذي تضيع فيه ممتلكات اعضائه ، لا يمكن ان يحفظ ممتلكات الشعب ، او انها ارادت ان تقول ان ضياع عصا دكتور مهدي ابراهيم اهم واولى عند اعضاء البرلمان من ضياع حقوق المستثمرين بالقطاع الزراعي ، وان البرلمان واعضائه الان قد جاءهم ما يشغلهم فقد ضاعت عصا احد النواب فلا تسالوهم عن قضايا رفع الدعم هذه . ماذا ننتظر من برلمان بدلا من ان يشتغل بقضايا الشعب ، اصبح الشعب هو المشغول فيه بقضايا النواب من استثناء العربات الى فقد العصا . شترة الحل في الحل [email protected]