معرض الخرطوم للكتاب تنظيم جيد طباعة فاخرة واسعار مرتفعة بمشاركة الكثير من دور نشر من سوريا ومصر والسودان وتركيا والسعودية ولبنان والمغرب والأردن والأمارات وجنوب السودان .يمكن القول انه بهذه الترتيب تأتي حجم مشاركة الدول. دور النشر السورية غالبة بصورة واضحة. لكن غابت المشاركة من دور النشر غير العربية وقلت الكتب باللغات الأخرى. هنالك العديد من العناوين الجديدة العربية والمترجمة وكما توجد الكتب العلمية وكتب الأطفال والوسائل التعليمية. المعرض الكتاب يحرك ساكنا ويتيح فرصا جيدة لمعرفة ما انتجته كبريات وصغريات دور النشر العربية . اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب وجهت الدعوة للجميع بكلمة رقيقة مطبوعة علي كتيب انيق وحثتهم للإستفادة من هذه السانحة حيث ( تعتبر معارض الكتب مواسم ثقافية وفكرية .... ) الاسعار مرتفعة مقارنة بالوضع الإقتصادي في السودان فكتاب ثمنه سبعين جنيها مثلا لا يتعدى ثمنه الخمسة دولارات ومع ذلك يخرج العديد من الزوار محملين بالمعرفة القيمة في ايديهم. الطباعة فاخرة وانيقة لكن لازالت هنالك كتب عتيقة تحمل الرائحة القديمة المحببة لدى محبي القراءة وناشدي المعرفةالباحثين عن الحكمة والمتعة ببين دفات الكتب. .البرنامج المصاحب غطى جوانب عديدة تهم في الشأن الثقافي.. يوميا يستضيف المقهى الثقافي بالمعرض فعاليتين نهارا ومساءا تحتفي وزارة الثقافة السودانية في هذه الدورة بشخصيات سودانية مثل الدبلوماسي المفكر جمال محمد احمد والاستاذ علي المك والموسيقار اسماعيل عبد المعين والمسرحي ابراهيم حجازي والشيخ علي بيتاي واسرة محمد صالح زيادة والفنان التشكيلي ابراهيم العوام وآخرين. هنالك ندوة عن البعد الأفريقي في الروايةالعالمية وندوة دور الموسيقي في الهوية السودانية واخرى عن دورالتراث في صياغة الوجدان السوداني وعن ثقافة الطفل ويوم المحاضرات الدعوية جمعية الأمام مالك وجمعية مكافحة ال واسئلة الحداثة في الرواية السودانية و وندوة عن خصائص الأدب الصوفي وفلم وثائقي عن سنارعاصمة الثقافة الإسلامية وورشة عن التشكيل والسلم الإجتماعي وعن الشعر وآفاق الترجمة ويوم الموسيقى الحديثة وفرق الجاز وفرق نوبية وآفاق صناعة السينما واستعراض لفرقة انا السودان .هذه الفعاليات بعضها في صباح من الحادية عشر والبعض في المساء من الثامنة. يتحدث فيها اساتذة ومختصون وتصحبها عروض واذا لم تعجبك ندوة ما يمكنك الغرق في عناوين الكتب التي يعج بها المعرض وتكتظ بها ارفف الصالات. المعرض عكس تطورملموس عالج به تدهورملحوظ صاحب دوراته الأولى .يبدو ان الوزارة هذه المرة استصحبت اراء عدد من المهمومين بقضايا الثقافة في السودان فخرجت معهم بهذا التنظيم االجميل والبرنامج الحافل . هذا الإنعتاق من الدائرة الضيقة التي ظلت لسنوات طويلة تقررفي الشأن السوداني بمجالاته المختلفة بغير دراية يعتبر انجاز في حد ذاته. كما يوجد هنالك مركز صحفي يجيب على الإستفسارات و ينسق ويتابع . برعاية ذكية من شركة سوداني للإتصالات وتنظيم ممتاز من وزارة الثقافة واستضافة كريمة في ارض المعرض ببري يستمر معرض الخرطوم للكتاب في دورته الثانية عشر من 17 إلى 29 من اكتوبر2016 م. ربي زدني علما [email protected]