*إستصلاح مساحات العقل الخاملة و الهاملة و إستصحابها و إستغلالها إيجابا !!* الطرفة تقول بأن نسبة الذكاء بعقل إنسان العالم الأول وجدت عند القياس ضئيلة و دون المعدل لأنها مستغلة و مستخدمة ؛ بينما في عقل إنسان العالم الثالث وجدت بكامل سعتها و معدلها لأنها مهملة و غير مستغلة و غير مستخدمة البتة !!! الأرض البكر و البور تظل كذلك إذا لم تستصلح و تستغل و تستخرج كنوزها و فوائدها من باطنها و من أعماقها الخصبة و بخاصة إذا ما كانت مخلوطة بالملح و الصبخ أو إذا ما كانت جيرية أو حمضية و هو ما يعرف بمعدل pH التربة و كيفية وزنه و إتزانه ... كذلك العقل البشري إذا ما خالطته الخرافات و الترهات و الأوهام الموروثة و المكتسبة و التي قد تحتاج إلى جهد جهيد للإصلاح و الإستصلاح لأجل السير به في الإتجاه الصحيح و السليم ؛ في ظل وجود قوى كثيرة تحرص على بقاء ذلك العقل على ما هو عليه من غفلان و توهان و تجنيب ذاتي مجاني و إختياري و عدم إستغلال و عدم تركيز بل التركيز فقط على التبعية العمياء و على ترديد ما هو مطروح من غث و زبد القول و الكلام !! هناك قوى حكومية و سياسية و دينية و ثقافية و إجتماعية و إقتصادية تحاول تغييب دور عقل الجماعة التي حولها بل و مسح و *(فرمتة)* العقل الفردي و الجمعي لتلك الجماعات و ملئه و حشوه و تعبئته بما يخدم أغراضها و أهدافها و مراميها ... نظرية المؤامرة و الكيد و التربص هي النظرية الأولى الشائعة و المستخدمة لكبح جماح أي نية للتغيير و للجم لجام حصان التغيير فيظل الوضع كما هو عليه مكانك سر !!! الحكومات في العالم الثالث عموما و السودان مثالا تظل تستنصر و تستقوي بنظرية المؤامرة الخارجية و الإستهداف الخارجي و الكيد و التربص بمقدرات و كنوز الوطن فتستجدي و تستدعي العقل البكر و الخصب و الجاهز للإجابة و الإستجابة غير المشروطة لتنفيذ كل ما هو مطلوب دون أدنى تفكير أو تمحيص أو تدقيق ؛ متكئ فقط ذلك العقل الساذج البسيط و الرخو على التهييج العاطفي الفج و الخاوي و الغوغائي و تلك مصيبة كبرى و عظيمة مستفحلة و مزمنة !! القوى السياسية كذلك تستغل تبعية الإنسان لغير مصالح ذلك الإنسان البسيط و تستهدف تواضع و محدودية قدراته الفكرية و الذهنية !!! الإستهداف الخارجي موجود و ملموس و لكن ليس بتلك الذهنية و العقلية التي يروج لها البعض لأجل التسويق و الإستقطاب السياسي القاصر و الرخيص .. المعادلة صعبة و قد تكون مستحيلة في ظل تجاذب قوى متجذرة و متعمقة كما الدولة العميقة و تستغل معاول و أدوات و آليات غاية في الخطورة و غاية في الهدم و غاية في القدرة على منع قيام أي بذرة أو بناء يمكن أن يقف في وجه أهدافها و مراميها الآنية و المستقبلية .. هؤلاء يعتبرون كل كلمة حق صيحة عليهم و ضدهم و لذلك يستميتون بدءا في السعي لتدمير و تحطيم صاحب أي فكر أو مشروع للإستنارة و يسعون ما استطاعوا لهدم ذلك بإستخدام كل معاول الهدم و التدمير المشروعة و غير المشروعة و المحرمة أحيانا لأجل الحفاظ على بقاء و ديمومة مصالحهم .. العالم الثالث اليوم يسير نحو هاوية و محرقة المجهول ؛ تقوده و تسيره و تتحكم فيه قوى العالم الأول التي تستهدف فقط أراضي و بحار العالم الثالث و لا تريد بشرا عليها .. العالم الثالث المعد للنحر و الحرق و الزوال الفردي و الجماعي مشغول و مهموم بالصراعات الداخلية و بالإقتتال الداخلي و بتصفية الحسابات التافهة و الرخيصة .. الصراعات الدولية و الإقليمية أغرت دولا كثيرة و شجعت حكومات عديدة على البطش و التنكيل بشعوبها ظنا منها بأن العالم الأول المهتم بحقوق الإنسان مشغول الآن بما هو أكبر من حقوق الإنسان و الإنسانية المهدورة في كل مكان بلا قلب يدمي لها و بلا فؤاد يتحرق عليها و بلا عين ترمش أو تدمع أو جفن يرجف .. تحدثت مع صديق عزيز بهذه الصورة المسودة القاتمة و الكالحة فقال لي و ما الحل إذن فقلت له الحل عند رب العباد و خالق البلاد و العباد ؛؛ و قد تقوم الساعة قريبا مع ظهور كل العلامات الدالة عليها ... م/حامد عبداللطيف عثمان [email protected]