في بحر أبيض دعونا نحلم (11) الدورة المدرسية رقم 26... ضربة البداية لتنمية الولاية د/ بشير محمد آدم – مدير جامعة الإمام المهدي السابق ما زال حديث مجتمعات الولاية وسيظل لأشهر قادمة يدور حول الدورة المدرسية القادمة التي تستضيف فعالياتها ولاية النيل الأبيض. البعض يتشكك في دوافعها وفرص نجاحها وقلة يعتبرونها آلية لمزيد من الجبايات على حد تعبيرهم، ولكن الغالبية يرونها فرصة سانحة للولاية لعكس الوجه المشرق وتحقيق الأهداف التي من أجلها قبل والي الولاية تحدي قيام الدورة بولايتنا. يعيب كثيرون على اللجنة الإعلامية للدورة قصورها في عكس نشاطات لجان الدورة المختلفة والحديث عنها بصورة راتبة في وسائل الإعلام المختلفة، ولكن يبدو أن استراتيجية لجنة الإعلام تقوم على مقولة: "أما الرجال فنجاحها في فعلها لا في الكلام". حسب إفادات مسؤولين فإن الولاية وبخاصة واليها مهتمة أشد الإهتمام بهذا الحدث الكبير، واللجان المختلفة تتابع أعمالها بهمة ونشاط والوالي د. كاشا يتابع الأمر بصورة شبه يومياً، لأنه قد راهن بل وأقسم على نجاح الدورة برهانه على مواطنيه الذين لم ولن يخذلوه. عند قدوم الوالي درس كل الملفات ووقف على أوجه القصور ووعد بإصلاح ما أفسده الدهر ما أمكن ولكن الأمر لن يتم بين عشية وضحاها وقد وعد المواطنين خيراً وتفاءل الجميع بطريقته في التعامل ونهجه العمل الميداني والسماع مباشرة لمواطنيه ورؤيته الواضحة لما يريد عمله. لكن التركة كانت ثقيلة محفوفة بكثير من المضبات التي تحتاج إلى حنكة وطول بال ومهما كان الطموح فإن الإصلاح لن يتم بالسرعة الثورية التي يتوقعها البعض. ظلت وستظل قضايا التنمية وإصلاح الخدمة المدنية والتركة المثقلة من الديون من أكبر التحديات التي تواجها حكومة الوالي في ظل الموارد الشحيحة والإلتزامات المالية التي ورثتها. أكد وزير مالية الولاية أنهم لم يجدو في خزانة الحكومة أي فائض مالي بل على العكس وجدوا ديوناً بأرقام فلكية لأفراد ومؤسسات، إضافة إلى تأخير مرتبات. لكل هذه الأسباب وغيرها تعطلت بعض مشروعات التنمية، على أمل أن تكون هذه الدورة ترياقاً يضح الدماء في شرايين الإقتصاد بالولاية. قبول تنظيم الدورة ليس الغرض منه "الشوفونية" ولكنها فرصة وضربة البداية الحقيقية لتنمية بعض مشاريع الولاية التنموية في مجالات مثل الطرق والمرافق الصحية والتعليمية وما يرتبط بها ومشروعات الكهرباء والمياه، إضافة إلى بعض الخدمات الضرورية. تعترف حكومة الولاية على لسان بعض مسؤوليها بوجود مصاعب تواجههم في إصلاح الخدمة المدنية من حيث تأهيل ورفع قدرات بعض الموظفين والإداريين وتوزيع عادل للمعلمين في مدارس الولاية المختلفة، إضافة إلى تغطية العجز في الدعم المركزي للرواتب الشهرية الأمر الذي يرهق الولاية كثيراً ولكنها إلتزامات واجبة. الأمل كبير في الاستفادة من الأموال التي تجمع لصالح قيام الدورة ونجاحها في البداية الفعلية لتحقيق بعض مشارع التنمية بالولاية ومطلوب من المواطنين ألا يستعجلوا النتائج "والحساب ولد"، لابد أن تستشعر كبرى المشاريع بالولاية والشركات والمؤسسات الخاصة والميسورين من أبناء الولاية دورهم في تقديم الدعم اللازم في إطار مسؤولياتهم المجتمعية تجاه مواطني الولاية، وبما أن الدورة المدرسية قومية فلا أظن أنه قد فات على اللجان المنظمة الإتصال بشركات الإتصالات القومية والمؤسسات الرياضية والشخصيات القومية التي عرفت بدعمها في مثل هذه المحافل. للولاية برنامج طموح ومغري لأبناء الولاية والمرتبطين بها في بلاد المهجر. الأمل معقود على نجاح الجولة التي يزمع وفد من الولاية بقيادة الوالي تنفيذها للقاء بأبناء الولاية بالخارج وتمليكهم قطع أرض سكنية أو زراعية بالمقابل، إضافة إلى مناشدتهم لتقديم الدعم اللازم لإنجاح الدورة المدرسية التي تتشرف الولاية باستضافتها. لا أظن مطلقاً أن أبناء الولاية المغتربين سوف يبخلون عن وطنهم الصغير برد الدين له وتقديم العون اللازم في حدود ما تسمح به ظروفهم. أرجو أن تواصل تنظيمات أبناء الولاية بالعاصمة نفرتهم ودعمهم لإنجاح الدورة فالأيام تجري ولابد أن نلاحقها بالعمل الدؤوب ودعم لجان الولاية بالرأي والمشورة ولنكن يدأ واحدة دعماً للوالي ولجان الدورة المختلفة ومتفائلين بأن الدورة ستكون حديث الناس لفترة طويلة بعد انتهائها.