٭ نظر إلى وزير الدولة بالثقافة الأخ سيد هارون بابتسامة عرف بها أثناء شرحي له عن الآثار الناجمة للأغنيات الهابطة، التي أصبحت تمثل علامة بارزة في مجتمع سوداني تأسس على فضيلة مكارم الأخلاق، وعن دور هذه الأغنيات في قيامها باشعال الحرائق في حدائق البرتقال وتحويلها إلى مجرد رماد، فأجابني الوزير مبتسماً: لو أن كل شعراء الجمال من زملائك إتجهوا إلى القيام بكتابة الأغنية الجميلة يحاربون بها قبح الأغنيات الهابطة، لما تمكنت الأشواك من التغلب على الأزاهر. ٭ (أزهار الشر) مجموعة قصائد شعرية كتبها الشاعر الفرنسي الكبير (بودلير)، والتي تعتبر من أعظم القصائد التي عرفها تاريخ الإبداع الشعري، إلى درجة أن معظم الطلاب والطالبات في الجامعات الفرنسية يحفظونها عن ظهر قلب، ويقال إن هذا الشاعر برغم وسامته هام حباً بفتاة من بائعات الهوى، تعمل في إحدى الحانات الرخيصة، وبرغم اعتراض الكثيرين على هذه العلاقة المعبأة بالعهر، إلا أنه أصر على استمرارها باعتبار أنها تدخل ضمن العلاقة بين الجدول والفراشة، وظل على إصراره إلى أن رحل وترك لفرنسا أجمل باقة مشكلة ولكن من (أزهار للشر). ٭ أتهم الابن الوحيد لعراب السينما الأمريكية (مارلون براندو) بقتله أحد زملائه بعد أن اكتشف أنه على علاقة آثمة مع أخته، فأطلق عليه رصاصة أردته قتيلاً، رفض والده (براندو) أن يكلف محامياً للدفاع عن ابنه وأمام أعضاء لجنة المحلفين، راح الممثل الأب وليس الممثل الذي تتبعه أضواء الكاميرات، يتحدث عن ابنه وعن الدوافع التي وصلت به إلى حد جعل منه قاتلاً، أخذ (براندو) وبصوته الراعش يشرح لأعضاء لجنة المحلفين قائلاً لهم: كان من المفترض أن أحاسب أنا على هذه التهمة وليس ابني، ولكم أن تعلموا أنني لم أر وجهاً لابني منذ أكثر من عشرين عاماً وأنه عاش طوال هذه المدة يتمشى على الأزقة الخلفية في امريكا، دون أن يجد توجيهاً من أب أو أحضاناً من أم، مما دفعه إلى حالة من التوهان جعلت منه مسدساً من الكره يتمشى بين الناس. ٭ أخذ الدكتور عبد الله الطيب يشرح لطلابه في محاضرة عن الآثار السالبة للزواج من أجنبيات... وأشار إلى أن الزواج في هذه الحالة يكون مثل زواج الغيوم من الأراضي المالحة، كان الدكتور يتحدث بثقة تامة في أن محاضرته سيكون لها الأثر الكبير في إسدال الستائر على مجرد تفكيرهم في الزواج من ذوات العيون الخضراء والشعر المموج، ففاجأه أحد طلابه بسؤال عن السبب الذي جعل الدكتور نفسه يتزوج من أجنبية، فرد عليه ضاحكاً: يبدو أنك لم تسمع بتلك المغنية التي تقول (الريد قسم يا عينيه). ٭تردد الفنان الراحل إبراهيم عوض كثيراً في تقديم أغنيته (قلبك حجر) وقد كان يردد دائماً أن المحب لا يمكن أن يكون قلبه حجراً، وأن المحبة من الضروري أن تقدم لها الانحاءة الملكية من كل البشر وليس حجراً يلقى عليها، بعد إصرار من الموسيقار عبد اللطيف خضر قدم الفنان إبراهيم عوض (قلبك حجر)، فأحالت الأحزان إلى شامة على خد صبية. هدية البستان: أقابلك في زمن ماشي وزمن جاي وزمن لسه أشوف الماضي فيك باكر .. اريت باكر يكون هسه اخر لحظة
