لا بد من الاعتراف أن حكام المسلمين وولاة الامر اليوم وفي اغلب الدول العربية على الرغم من انتمائهم لأعظم واكرم دين واعتناقهم لأسمى منهج في الوجود الا وهو المنهج الاسلامي الا أنك تجد تناقضا وتضاربا ما بين هذا المنهج القويم والسلوك الذي ينتهجه هؤلاء المتسلطين على رقاب الخلق . ففي السودان نموذج لهذا التناقض المشين ، الذي ترفع فيه الشعارات الاسلامية دون انزالها على ارض الواقع المعيش ، الفساد والغش والقبلية والاساءة والتجسس كلها امور نفاها الاسلام واعتبرها من الموبقات الا أن ما نعايشه يتنافي تماما مع هدى الاسلام . بل وفي كثير من الأحيان نجد أن اهل الكتاب لا سيما الغربيين منهم يلفتون انتباهنا بسلوكهم إلى أمور كان يجب أن نُعلِّمهم نحن إياها ،وهي موجودة أصلا في ديننا ، لكنا غفلنا عنها واصبحنا متمسكين بالقشور ، مبتعدين عن الجوهر والمضمون . وما اكثر المظاهر التي تجد فيها التناقض والمخالفة لنهج الدين الاسلامي عند المتأسلمين خاصة من " جبهجية السودان " الذين يمارسون أسوأ فنون الخداع تجاه شعبهم وما تلك الاعتقالات وتضييق الحريات وقفل ابواب التعبير عنا ببعيده ، وما ينتهجه الحزب الحاكم من سياسات لتجويع الشعب وافقاره دون ان يتأثروا "هم " بهذا الوضع هو امر ما انزل الله به من سلطان ، ففي حين يتعذب سواد الشعب ويتمرق في التراب نجدهم يتمادون ويتسابقون للفوز بملذات الحياة ونعيمها الزائل !! ما نشاهده اليوم في ممارسة قيم الانسانية والعدل في بلاد الغرب يدهشنا حقا – ونحن امة الاسلام - التي قال عنها المولى عز وجل :" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" فقد شهادنا ابناء قارتنا كيف تتصيدهم نيران الشرطة المصرية دون ذنب بل لانهم ارادوا الهجرة من الاوضاع المأساوية التي يعشونها في اوطانهم واضحوا يخافون المصريين اكثر من خوفهم من امواج البحر وزحف الصحراء ، وكيف نشاهد في سوداننا اليوم تلك السياسات الهوجاء التي تهين كرامة الانسان وقيمه ، والغريب في الامر أن اسرائيل نفسها توجه انتقادات عنيفة للأساليب الوحشية التي تمارسها انظمة القمع ، بل باتت دولة العدو الصهيوني تقدم الإسعافات اللازمة والماء والطعام للمصابين الذين ينجون من القتل وتجارة البشر !!!، ولما كان حكامنا آخر من يستيقظ من النوم - كعادتهم في التخلف - فقد سبقهم الغربيون لتطبيق مبادي السلام والاسلام وما غابت عن ذاكرتنا تلك السفن الغربية واليابانية التي رست في مواني بعض الدول العربية ، وهي سفن تتجول في موانئ العالم بهدف «التعارف الإنساني» بين الناس أجمعين.ولنشر المحبة وغرس النزعات الانسانية التي تدعو للمساواة والعدل !!! ولقد اثبتت دراسة أكاديمية أجريت في جامعة جورج واشنطن أن تعاليم القرآن مطبقة في الغرب أكثر من الدول الإسلامية بما يتضمنه ذلك من قيم سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وكشفت الدراسة، التي شملت 280 دولة أن قائمة الدول التي حققت انجازات اقتصادية وأخلاقية في الوقت ذاته هي ايرلندا، تليها الدنمارك، ونيوزيلندا، وبريطانيا. وكانت ماليزيا الدولة الإسلامية الأولى التي ظهرت في القائمة، وجاءت في المرتبة 33 ، بينما كانت الكويت الدولة العربية الأولى وكانت في المرتبة 50 . وقد قال رئيس منظمة "مكافحة التشهير" الأمريكية، جونتان جرينبلت، إنه سيعتنق الإسلام إذا قام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بالتضييق على المسلمين فى الولاياتالمتحدة، ونفذ مقترحه وقت الانتخابات بحصر أعدادهم فى سجل رسمى لمراقبتهم ومراقبة نشاطات المساجد ، الامر الذي لم يتفوه به اي حاكم عربي مسلم من المحيط الى الخليج !!! والامثلة لمثل تلك المواقف الغربية تطول قائمتها ، فأين الاسلام واين نحن ؟؟؟ [email protected]