* رحل صباح السبت الزعيم الكوبي فيديل كاسترو وهو القائد الاكثر شهرة في حركات التخرر الوطني التي ظلت تنتشر منذ خمسينيات القرن الماضي ويشتعل اوارها في ثلاث قارات وعي اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية. * يعتبر كاسترو هو الزعيم الوحيد الذي حرر بلاده من حكم الرئيس الكوبي الذي كانت تدعمه الولاياتالمتحدة وهو الرئيس باتيستا .. حيث قام كاسترو بتكوين مليشيات ثورية تتسع قوتها وتستقطب الشباب الكوبي سنة وراء اخري وقد كان يعتمد علي العون والسلاح السوفيتي في زمان الزعيم تيكيتا خرتشوف الذي حكم الاتحاد السوفيتي عقب رحيل الزعيم الحديدي ستالين في العام 1953م حيث امتدت فترة رئاسة خروتشوف حتي العام 1963 م وقد تم عزله وحل محله الرئيس بريجنيف الذي زار السودان في اخر سنوات حكم الرئيس الفريق ابراهيم عبود. * ظل الاتخاد السوفيتي يدعم ثوار كوبا بالسلاح وبالتدريب . وفي تلك الاثناء اتي ثائر اشتراكي اخر من قلب القارة الامريكية الجنوبية من الارجنتين لينضم للثوار الكوبيين حيث اصبح رفيقا في الكفاح المسلح لكاسترو الي ان تمت هزيمة الرئيس العميل باتستا .. الا وهو الدكتور الثائر الاكثر شهرة في تاريخ الثورات الحديثة ارنستوتشي جيفارا .. حيث اسند كاسترو له حقيبة وزارة الشباب ثم الصحة بعد إستيلائه الحكم وطرد باتيستا . * غير ان جيفارا الثائر بطبعه وتركيبته الثورية المناضلة والمتمردة لم ترق له الوزارة .. فاستاذن من كاسترو طالبا مواصلة النضال في القارة اللاتينية لتحرير شعوبها من الحكومات التي كانت عميلة لواشنطن .. فسافر ومعه خمسة عشر ثائرا لانشاء مليشيات ثورية في دولة بوليفيا علي غرار التكوينات الثورية التي نجحت في كوبا . ولكن كانت المخابرات الامريكية تتابع تحركاته داخل غابات بوليفيا .. فتم قتلهم جميعا داغل غابة كانوا يعسكرون فيها ... وتتفست الولاياتالمتحدة الصعداء باغتيال جيفارا الذي صنع اسما كان له دوي في ذلك الزمان. * كان الرئيس احمد بن بيلا وهو اول رئيس للجزائر بعد تحررها من الاستعمار الفرنسي قد فتح ابواب الجزائر لدعم الثورة الكوبية وتقديم الدعم لكاسترو وحيفارا. كما كان الرئيس جمال عبد الناصر مناصرا بقوة لثورة كاسترو . * وبرحيل فيديل كاسترو الذي تنازل عن حكم كوبا لشقيقه راؤول كاسترو قبل عشر سنوات في ( 2006 م ). تكون حركة التحرر قد ودعت اخر رموزها وقد تخطي التسعين من العمر ... حيث تم حرق جثمنه فورا حسب وصيته ويتم جمع رماد رفاته ليشيع رسميا في التاسع من ديسمبر القادم بالعاصمة الكوبية هافانا. * الآن وبعد رحيل كاسترو .. هل سيقوم شقيقه الرئيس راؤول باخراج الجزيرة الكوبية من عزلتها وفقرها لتتبع سياسة اقتصادية متحررة من صمام الاشتراكية القابض الذي حرمها من دخول مستثمرين اليها برغم انهيار المعسكر الاشتراكي قبل اكثر من ربع قرن من الزمان والذي كان الداعم الاول لها .. خاصة وان لديها موارد طبيعية ضخمة ولكنها لا تزال تعتمد علي صناعة السكر .. علما بان الامريكان ينظرون اليها كدولة بكر يرجي الفائدة منها وهي الجزيرة القريبة منهم في خليج الخنازير