إرادة الشعوب وتوحدها حول هدف واحد صعبة التحقق خاصة إذا كانت ترزح ولأكثر من ربع قرن تحت سلطة حزب واحد ديكتاتوري وعنصري. ولان مثل هذه الأنظمة البغيطة تحمل اسباب فنائها في داخلها من خلال افعالها وسياساتها فسرعان ما اكتشف الشعب اكاذيبه منذ الوهلة الاولي للانقلاب من خلال تمثيلية اذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا فالكذب في هذه الحالة يعنى انك تضمر سوأ من استيلائك علي سلطة كنت شريك اصيل فيها – وبالفعل بدأت تتوالي الكوارث وبدات السلطة تفقد مصداقيتها و شعاراتها تتهاوى الواحدة تلو الأحرى – فأخذت الخسائر تترى بإعلان حرب الجنوب حربا دينية واعلانهم الجهاد وتجنيد الكتائب باستغلال الحمية الدينية لدي خيرة شباب حزبهم ورغما عن ذلك فشلت السلطة في هزيمة التمرد واضطرت للتصالح معه واعلن عراب النظام ان كل من قتل في حرب الجنوب ليس بشهيد (رغم انه كان يقوم بحضور ما سمى بعرس الشهيد وعقد قرانهم علي حور الجنة ! ) ثم سعت الي فصل الجنوب بكل الأساليب حتى تحققت لها غايتها حتى ان بعضهم قام بذبح ثور احتفالا بفصل الجنوب – واستمر النظام في زرع الفتن والتوسع في الحروب الأهلية في كل دارفور بدعم جماعة ضد اخري باستثارة النعرات العنصرية ولازالت دارفور مشتعلة ونفس السيناريو اتبع في مناطق النيل الأزرق ومناطق جبال النوبة وأيضا لازال مشتعلة. سعت السلطة لتدمير مشاريع البنيات التحتية بالدولة بدلا من تنميتها وتطويرها لا لشيء الا للرغبة في نهبها فدمرت مشروع الجزيرة والسكة حديد والنقل الجوي والنهري والموانئ البحرية ومشاريع الزراعة الالية في كل من القضارف وسمسم وانهار حزام الصمغ العربي وتم الاحلال والابدال لعناصر الخدمة المدنية والعسكرية وأحيل الالاف الى الصالح العام وأبدلوا بعناصر اقل كفاءة ومقدرة من أصحاب الولاء ما قاد الي انهيار الخدمة العامة المدنية والعسكرية، وأصبح الفساد فساد دولة كاملة وليس فساد افراد. ولم تكتفي السلطة بذلك بل فرطت في سيادة الدولة وصارت الدولة السودانية مستباحة من أطرافها شمالا وشرقا وغربا وبالتالي انعدمت تماما مقومات وجود الدولة وصارت السلطة تستجدى الغذاء والدواء من الاخرين حتى وصلت ديون السودان أكثر من 53 مليا ر دولار وانهارت العملة الوطنية – ولم تكتف السلطة وكوادرها بذلك بل صاحب هذا الضعف والهوان والانهيار والفساد سيل من (الردح) والاهانات والشتائم من كل مسئولي الدولة بدء من الرئيس وانتهاء بأصغر (كوز) في الدولة ضد الشعب وكأنما لديهم تار بايت مع الشعب السوداني. كل ذلك أوصل الشعب المعلم ان هذا النظام فقد تماما أسباب وجوده ولم تعد لديه أي حلول للقضايا التي خلقها بنفسه ووجبت ازالته إزاء كل ذلك ولعلم الشعب السوداني بطبيعة النظام وتكوينه والطريقة التي يفكر بها – كان لابد من ابتداع وسبلة جديدة لم تجرب علي مستوي دول العالم الثالث فكانت فكرة العصيان المدني داخل المنازل هذه الفكرة العبقرية التي لخيطت حسابات الأجهزة الأمنية والمليشيات المسلحة حتى انها وفي اغرب ظاهرة تحدث علي مستوي العالم تستجدى المواطنين وتحرضهم علي التظاهر حتى تتمكن من ان تبطش بهم – الا ان كيد الشعب غلب ونجح العصيان المدني بحسب وكالات الانباء في يومه الأول بنسبة تفوق ال 65 % علما بان العصبان المدني هو الخطوة الأولى والتي ستتبعها خطوات حتى إزالة النظام بالكامل ومحاسبة كل من اجرم في حق هذ الشغب المعلم – فقط شدوا الضراع . [email protected]