باختصار - الذين يربطون بين بقاء البشير على سدة الحكم و استتباب الأمن في السودان ، و يخيفون الناس بأن اى تغيير يحدث سيجر السودان الى دوامة الفوضى كما يحدث فى دول الربيع العربى ، هم إما واهمون لا يقرأون التاريخ جيدا ، او انتهازيون يستفيدون من بقاء هذه الحكومة الفاشلة بامتياز ، أو طوباويون . أولا : ثمة ظروف تاريخية محددة أدت الى احتدام الصراع في سوريا أهمها صراع السنة و الشيعة و هذا لا يتوفر في الحالة السودانية . فيما يختص بالحالة العراقية ( رغم انها ليست نتاج الربيع العربى ) فهى ايضا مختلفة لذات السبب ( الصراع السنشيعى ) و لعامل التدخل الأجنبي المباشر ممثلا في الاحتلال الأمريكي ، بالاضافة الى التدمير الممنهج الذى مارسته امريكا على البنية التحتية في العراق قبل الاستيلاء على بغداد . ثانيا : الشعب السودانى شعب مسالم بطبعه و لا يميل للعنف . استقبل البعض منا جعفر نميرى و صلينا وراء الترابى و كلاهما طاغية أذاقنا الأمرين . نحن لا نعشق منظر الدماء كما تفعل بعض الاعراب . حالات الاغتيالات القليلة التى شهدتها الساحة السياسية السودانية تمت على ايدى الحكومات ( حكومة نميرى و الانقاذ ) و لم تتم على ايدى مدنيين ( الا في حالات صدام طلابى فقط ). صحيح ان الشخصية السودانية مرت بالكثير من الضغوط خلال الربع القرن الماضى ، لكنها لا تزال محافظة على سماتها العامة بصورة كبيرة . ثالثا : لماذا تتم الاشارة فقط الى ليبيا و سوريا و اليمن ؟ اليست مصر من دول الربيع العربى ؟ هل انزلقت مصر الى هاوية الفوضى ؟ رابعا : لماذا يتم اختزال كلمة " الأمن " فقط في الجانب العسكرى ؟ الا تشمل ايضا الأمن الغذائى و الصحى و التعليمى و النفسى ؟ لماذا يرهنها المدافعون عن الانقاذ في الجانب العسكرى الميدانى ؟ اين مثلا امننا الغذائى – نحن الذين انحدرنا من كوننا اصحاب اكبر مشروع زراعى في العالم الى دولة تستورد اللبن من هولندا و الخضروات و الفواكه من مصر و الماعز و الضان من الحبشة ؟ خامسا : حتى لو اختزلنا كلمة الامن في الجانب العسكرى ، هل حافظت الانقاذ على امننا ؟ ألم تستعر الحرب الدينية في عهدها بصورة مهووسة أدت الى فصل الجنوب ؟ اليس صحيحا أن دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق تصطلى بأوار الصراعات ؟ الم تفرط الحكومة في حلايب و شلاتين و ابى رمادة و مثلث الفشقة بينما لا يستقوى أمنها الا على الطلاب العزل ؟ محاولة تغيير الحكومة ليس خيانة وطنية منا ، انما هو حق مكفول لنا بالدين و العقيدة و حقوق الانسان . لقد سئمنا من حكومة ظلت تدير بلادنا لقرابة الثلث قرن بمنطق " على الطلاق " و الرقص و المزامير . و لا اعلم كيف يدافع بعضنا عن حكومة لا توفر حتى الدواء و الطبشورة و الكتاب المدرسى ؟ سادسا : هناك سؤال يردده اتباع الحكومة بغية التعجيز : من البديل ؟ ..سبحان الله .. و هل عقرت بلاد انجبت المحجوب و الازهرى ؟....اما ان كان لا بد من اعطاء اسم فليكن اذن دكتور كامل ادريس ..الامين العام للملكية الفكرية فى العالم ..!! ........ نواصل فيسبوك