يعاني السودان ومنذ سبعة وعشرون عاما من نظام قاسي قاد البلاد وبامتياز الي مهاوي الردي والانهيار الشامل لجميع البني والمؤسسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية ووصلت البلاد الي مرحلة من التدهور والانحطاط لم تصل اليها في طوال تاريخها الطويل. لقد اتي النظام بالشعارات والهتافات الاسلاموية وقام بتجيش الجيوش وأعلن الحرب الجهادية علي شعب الجنوب وقام بقتل الملايين من أبناء الشعب السوداني وكان الانفصال نتيجة حتمية لسياسات النظام العنصري البغيضة وتوالت الحروب علي الجنوب الجديد من جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان واخيرا دارفور مما حدا بالمجتمع الدولي بوضع اسم رأس الدولة علي أعلي قائمة المطلوبين بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعيه والتطهير العرقي كأول رئيس تتم المطالبة به وهو علي سدة الحكم. إنهار مشروع الجزيرة أكبر المشاريع الزراعية في أفريقيا وتم بيع وخصخصة القطاع العام وأصبح النقل الميكانيكي والرى من مصطلحات الماضي التليد وتلاشت السكة الحديد والنقل النهري وسودانير وتم خصخصة الكهرباء والمياه وصارت المستشفيات خالية علي عروشها من الكوادر الطبية والأجهزة الحديثة والعلاج المنقذ للحياة والذي هو من أبسط حقوق المواطن البسيط والذي ظلت الحكومة تتلاعب باسعاره وهو لا يعلم أين الحقيقة. كما أصبح الطلاب يفترشون الأرض في ظل حكومة المؤتمر الوطني. لكل ما سبق كان لابد للشعب السوداني من ردة فعل توازي القهر والتسلط وإهدار الكرامة للسودانيين جميعا علي قدم المساواة فكانت هبت سبتمبر 2013 هي أكبر التظاهرات ضد نظام الإبادة والتطهير العرقي وقام النظام بحصد مئات الأرواح الطاهرة البريئة والتي لا ذنب لها سوي أنها عبرت عن رأيها في رفضها لدولة المشروع الشمولي الأحادي ذو القبضة الأمنية الجائرة وزج بالمئات داخل السجون والمعتقلات ولكن إرادة الشعب لم تنكسر ولن تنكسر فتشهد بلادنا في هذه الفترة موجةإحتجاجات شعبية واسعة تبلورت في عصيان وإضراب بفعل السياسات الاقتصادية الأخيرة للنظام الذي قام برفع الدعم عن النفط والدواء وأصبحت الحياة جحيما قاسيا فجاء إعتصام 27 نوفمبر كالسيل الجارف علي متاريس النظام الأمنية وهاهو الشعب يتجه مرة أخري لتنفيذ إعتصام ثان في ال 19 من هذا الشهر. آن اوان تغيير هذا النظام وإقتلاعه من جذوره وبناء دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون وفصل السلطات وإرجاع الحقوق لأهلها ومحاسبة عصابة الإنقاذ علي الجرائم التي تم إرتكابها طيلة فترة حكمهم سيئة الزكر ويبدو إننا إقتربنا من نقطة الصفر وويلكم من حساب الشعب. [email protected]