العولمة من الموضوعات الرئيسة التي اثارت وما زالت تثير نقاشات واسعة في مناطق العالم باعتبار أنها ظاهرة مست كل جوانب الحياة، وانعكست آثارها على العالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً وانعكس ذلك على المواطن العادي بحيث صار أكثر الماما بآليات وتقنيات العصر لذلك كان لابد من تكون القيادات الإدارية على نفس القدر من الوعى باحتياجات العصر يتوقف نجاح أي منشأة في تحقيق اهدافها إجمالاً على كيفية واسلوب القيادة الإدارية. - لذا فإن دراسة القيادة ومفاهيمها وأساليب عملها تساعد بالضرورة على تطوير العملية الإدارية تستوي في ذلك المنظمات البدائية الاولية او المنظمات الحديثة والمعاصرة من شركات متعددة الجنسيات او مؤسسات للبحث والدراسات تستخدم أحدث ما انتجته التكنلوجيا الحديثة من اختراعات وابداعات. القيادة الإدارية هي توجيه وضبط وإثارة سلوك واتجاهات الآخرين وقد عرفت ماري باركر فوليت Mary Parker Follett القيادة بأنها القوة التي تعمل مع الافراد وتساندهم وليست التي تسيطر عليهم. * القيادة هي فن التأثير في الاشخاص وتوجيههم بطريقة معينة يتسنى معها كسب طاعتهم واحترامهم وولائهم وتعاونهم في سبيل الوصول الى هدف. *او هي مجموعة من الصفات الحسية لدى أحد الاشخاص تمكنه من التأثير على الآخرين او توجيههم نحو عمل مشترك. مما تقدم نستطيع ان نجمل تعريف القائد الإداري في انه ذلك الشخص الذى لديه من القدرات ما يمكنه من حفز وتشجيع الآخرين من خلال الاتصال بهم وإقناعهم وغرس الثقة فيهم بحيث يلجئوا إليه حتى في الامور الشخصية وهو في نفس الوقت لديه الثقة في الافراد التابعين له ثم لديه القدرة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. كما إن للقائد صفات ضرورية لعملية القيادة مثل الذكاء وقوة الذاكرة والمنطق والقدرة على التحمل والانضباط والعدل بين الافراد. اجمع علماء الاجتماع وعلم النفس والإدارة بعد إجراء العديد من الدراسات على ضرورة وجود خصائص يتصف بها أولئك الذين يمارسون ادواراَ قيادية وقد قسم أولئك العلماء هذه الخصائص الى خصائص عامة يشترك فيها جميع القادة-والى خصائص خاصة تنبع من طبيعة الموقف او الموقع الذى يتولاه القائد وهذه يطلق عليها الخصائص المكتسبة. اتفق معظم العلماء حول بعض الصفات العامة الواجب توافرها كحد ادنى فيمن يشغلون مواقع القيادة الإدارية ويغلب على هذه الصفات والخصائص الطابع الشخصي بمعنى انها تتعلق بشخص القائد نفسه وغالباَ ما يولد بها-ومن اهم تلك الصفات او الخصائص ما يلى: *القدرات الجسدية بمعنى ان يكون القائد ذا صحة جيدة، ولديه القدرة على تحمل اعباء القيادة ومسئولياتها الجسيمة. *ان يتميز بقدرات عقلية وذهنية كالذكاء وسعة الافق وبعد النظر وحضور البديهة وحسن التصرف وقت الازمات وبالضرورة ان تكون لديه ثقة بالنفس. *ان تكون لديه قدرة على الإحساس العالي الذي يمكنه من توقع الامور قبل حدوثها والتحسب لها-كما يجب ان يكون لديه قدر عالي من الشفافية *يجب ان تكون له القدرة على التحكم في اعصابه وعدم الانفعال والحلم وضبط النفس عند الغضب. *تكون لديه علاقات اجتماعية واسعة ومتميزة ولديه الاستعداد لتقديم العون لمن يحتاجه. *فصيح اللسان والبيان ولبق ولديه القدرة على التعبير عن افكاره وآرائه وإقناع الآخرين بها. *يتميز بالصدق والنزاهة والامانة واحترام الوعود والعهود. *يتعامل مع الجميع بعدالة وإنصاف وعدم التحيز لأي شخص –هذا إضافة الى حسن السمعة وحسن المظهر والهندام واحترام الوقت والتواضع. -الملاحظ ان الخصائص العامة في اغلبها إما موروثة او فطرية يولد بها الإنسان على العكس من الخصائص التي يكتسبها - عن طريق التعليم والمران والخبرة وتستمر في النمو بالتدريب المستمر فهي صفات مرتبطة بالموقع والموقف والبيئة المحيطة بالقائد الإداري -نستعرض فيما يلي بإيجاز اهم الخصائص المكتسبة: *يكتسب القائد الإداري المهارات المتعلقة بالمعرفة والفهم والنوع وطبيعة العمل الذي يؤديه وهي في الغالب معارف متخصصة في فرع من فروع العلم ذي صلة بالمجال الذى يعمل فيه القائد. *كما يكتسب المهارات الادارية ويقصد بها القدرة على التفاهم والتعامل مع الفريق والعمل على تنسيق جهودهم لأجل تحقيق اهداف المنظمة-وهذه المهارات تعكس المعنى الحقيقي للقيادة باعتبارها عملية إنسانية في المقام الأول من خلال التعامل مع الأفراد وتحفيزهم ودفعهم للعمل وتتمثل المهارات الإدارية كذلك في القدرة على التعامل الجيد مع عناصر الادارة المتمثلة في التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة. *أيضا يكتسب المهارات السياسية وهى تعني قدرة القائد الإداري على الفهم الصحيح للاتجاهات والاسس الفلسفية التي تقوم عليها اهداف الدولة وسياساتها العامة-أي ان تكون معرفته كاملة للدور الواجب على منظمته القيام به لتحقيق اهداف الدولة العليا. *اخيراًًًًًًًً يحتاج القائد الإداري الى مهارات سلوكية تحكم افعاله وتصرفاته اثناء مباشرته للعملية الإدارية مثل الاستقامة والتواضع والبساطة والحزم والمرونة في التعامل والشجاعة وتحمل المسئولية وضبط النفس وإذكاء روح التعاون والعدالة بين المرؤوسين. -من كل ما تقدم نجد ان القيادة الإدارية هي رأس الرمح في العملية الإدارية –ويتحدد على مدى كفاءتها وفاعليتها مستوى تحقيق اهداف المنظمة لذلك فمن المقبول ان نطلق على القائد الإداري انه روح المنظمة الإدارية ومحورها اذا فلح فلحت المنظمة وحققت اهدافها واذا اخفق اخفقت المنظمة في تحقيق اهدافها. [email protected]