بسم الله الرحمن الرحيم مع امسية ليلة عيد الميلاد ازف احر التهاني للاخوة المسيحيين بهذه المناسبة واتمنى ان يعم الخير والسلام ارض السودان القديم كله وان نرى الحرية ترفرف في ربوع بلادنا . تذكرت وما اجمل الذكريات ....تذكرت كيف كنا نتعايش ولا نعرف ان كان جارنا مسلم او مسيحي لشدة التألف والمشاركة والحنان المتبادل بين الاسر ...وكانت ايام عجيبة عندما يأتي عيدنا الفطر او الاضحى فنرى الهدايا تتقاطر علينا من عم جورج وكنا نراه يهز بعصاه ويعرض في بيوت افراحنا ,ونشاهده وهو يأتي مع المجموعة في بيوت العزاء رافعا يديه ب (الفاتحة) وكانوا يروننا نلبس اجمل الثياب في اعيادهم والكعك والحلوى تروح يمنة ويسرى بيينا وبينهم ولم نكن ندري لماذا لا يفتح عم جورج محله يوم الاحد لآنه كان يغلق دكانه مع اهلنا وقت صلاة الجمعة. كانت حفلات اعياد الكريسماس هي حفلات الجميع وكانت العاصمة تزدان كما ان اليوم هو عيد الفطر. لم تكن هنالك ضغينة ولا احن فكان لنا ديننا ولهم دينهم ولم نسمع بكنيسة تفجر او مسجد يهدم .وتحضرني قصة حدثت لنا في جنوب السودان وكان ذلك في ايام الاستعمار الانجليزي. كان والدنا رحمة الله عليه يذهب الى العمل وعندما تشتري والدتنا دجاجة ,كان من اللازم ذبحها ولم تكن هنالك في ذلكم الزمان فراخ مذبوحة جاهزة . فكانت تحمل الفرخة وتنتظر وصول اي واحد من ابناء الجنوب وعندما تتأكد انه مسيحي ويضع الصليب على عنقه ,تطلب منه ان يذبح لها الفرخة وتقول لنا انهم اهل كتاب ....لم تكن امي قد نالت تعليما سوى الخلوة ودروس الدين ولكنها كانت تجبرنا على احترام اهل الاديان وان لا نشتم احد او نشتم الصليب لآن من شتمت دينه سيشتم دينك ...واظن ان الامثلة لا تحصى ولا تعد في سلوكيات حميمة وجميلة تجاه بعضنا البعض في كل انحاء سودان زمان.... ولكن اين نحن من ذلك الآن نأمل ان نعود مسلمين ومسيحيين اخوة وكل عام وانتم بخير. [email protected]