فى منتصف العام الماضى نهض شباب الدامر حاضرة نهر النيل كمدينة مظلومة حتى بين مدن الولاية وهى العاصمة اذ تجاهلتها الحكومات المتعاقبة منذ ان كانت عاصمة كل الشمال من الجيلى جنوبا حتى وادى حلفا شمالا ليصل الامر اشده فى عهد هذه الحكومة التى تفنن ولاتها فى العبث بروح اهل المدينة تارة بتجفيفها ونقل بعض الوزارات خارجها وكذلك ادارة جامعة وادى النيل ، كما ظلت مسلوبة فى حظها من صندوق تنمية المحليات اذ لايصدق عاقل ان هناك مدينة لازالت شبكة مياهها منذ العام 1967 من الاسبستوس عدا الخط المغذي لامانة الحكومة الذي تم تجديده قريبا وكما السفلتة للطرق الداخلية وغيرها من مشاكل كثيرة تتعلق مباشرة بصحة المواطن. المهم فى الامر كانت هبة اكتوبر قبل الماضى الاحتجاجية للمطالب بحل ثلاثة قضايا : * ترحيل مصانع الاسمنت من وسط الاحياء السكنية ( توجد المصانع فى قلب المدينة ) * مشكلة حى صابرين العشوائى ( الذي يسكنه المتسولين الاجانب باعداد كبيرة دون حصر او فحص طبي من السلطات المختصة مما انتشرت الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وتعاطيها وسط الشباب ) وكذلك التخوف من الامراض المعدية الفتاكة التى يحملها هؤلاء اللاجئين من بلاد تشتهر بالايدز والكبد الوبائى. * الالتزام بقرار رئيس الجمهورية بتشييد مدينة البشير الطبية ( ذات التخصصات الدقيقة ) فى مدينة الدامر بعد جرت محاولات لنقلها لمدينة اخرى. مثلت هذه القضايا تحدي حقيقى للشباب ونقطة التقاء والتفاف قوى وذلك قوتها بعيدا عن اى توجه سياسي او حزبي فالحزب كان الدامر فقط ، فقرروا تقديم مذكرة احتجاجية للوالى بنهاية ( مسيرة سلمية ) تبدا من ميدان الثورة وسط المدينة الى الامانة العامة للحكومة حيث مكتب الوالى ، رفضتها السلطات حينها مع وعود من معتمد الدامر حينها بحل كل القضايا وعدا متبوعا بقسما مغلظا ، مقابل الا تقوم المسيرة. السلمية ، استجاب الشباب منعا للفتنة وتجنب الدامر الفوضى وافوا بالتزامهم بوقف المسيرة المشروط بحل القضايا ،،الشي الذي لم يحدث حتى اليوم ، فالمدينة الطبية ظلت حبرا على ورق حتى كتابة هذه السطور ولاجئى افريقيا من كل حدب مازالوا يتكاثرون بعد ان امتلأت ظهور وبطون نسائهم بالاطفال ، ومصانع الاسمنت مازالت تنفث سمومها صباح مساء!!! لتأتى البشريات نهاية ذاك العام باختيار الدامر عاصمة للشباب 2016 الذي سيغادرنا بعد خمسة ايام ، استبشر الشباب خيرا بجنى ثمرة تململهم من اجل تحقيق تنمية حقيقة بحاضرة نهر النيل وذلك اسوة بالمشاريع التنموية التى قامت فى الابيض حاضرة شمال كردفان، ولكن ماذا جري بعد محطة الاختيار. تمت نفرة الدامر عاصمة الشباب فى مايو الماضى بقاعة الصداقة وفتح باب التبرعات واسعا للشركات ورجال الاعمال من اجل انفاذ مصفوفة المشاريع المقترحة ، فتبارى القوم فى الدفع الهوائى والمايكرفونى حتى بلغت جملة التبرعات على الهواء ( 180مليار ) جنيه ، اعقبها بعد أقل من اسبوع حفل حاشد ولقاء جماهيري باستاد الدامر شرفه نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن فى مايو الماضى معلنا ( تدشين المشروع ) ووضع حجر الأساس لمشاريع المصفوفة وهى : 1) مسرح الدامر 2) مسبح الدامر الاولمبي 3) مستشفى العيون التخصصى ( تبرع من مصنع الشمال للاسمنت ... لاجديد فيه ) 4) مركز تنمية المرأة ( مازال حجر اساس فى العراء ) 5) فندق الدامر ( هيكل قديم لم يحدث فيه طارئ ادخل فى المشروع لاحقا ولم يحدث فيه جديد ) 6) مركز الشباب ( حجر اساس فى العراء حتى اليوم ) 7) الملعب الاولمبي ( حجر اساس حتى اليوم ) 8) مركز البروف عبدالله الطيب ( وضع حجر اساسه النائب الاول 2015 ولم يحدث له طاري حتى اليوم ) 9) مشاريع انتاجية للشباب ( لم يعرف عنها شئ حتى اليوم ) 10) تأهيل استاد الدامر ( بدأت اعمال الصيانة بواسطة شركة زادنا ولا احد يدري هل ستستمر ام تنسحب كما انسحبت من مشاريع سابقة فى الدامر من قبل ؟؟) التى ظلت جميعها حجارا حتى كتابة هذه السطور عدا حفرة المسبح الاولمبي التى تبرعت بها شركة زادنا الهندسية التى لإنسان الدامر معها سابق مرارات فى بطء تنفيذها اوانسحابها من الكثير من المشاريع التى تخص الدامر بينما تسارع فى تنفيذ مشاريعها خارج الدامر و( تلك قصة اخرى ) !! تم اعفاء الوالى السابق بعد ذلك فى يونيو ، ومن ثم تم تعين اللواء حاتم الوسيلة واليا ، والذي بدوره عين اللواء عبدالحفيظ امينا عاما للمشروع فى اغسطس الماضى ، مع تمديد المشروع الى 2017 والذي دوره الاشراف على المشروع ومتابعته ، ليتفاجأ الوسط الدامرى باختيار رؤساء لجان المشروع وموظفى الامانة العامة بطريقة غريبة تجاوز فيها اهل الاختصاص ووقع الاختيار على اشخاص غير اكفاء ، وليس لديهم سابق تجربة فى اى عمل عام اوتنفيذي ، بينما تخطى الاختيار اهل الخبرة والدراية فى المجالات المعنية بالمشروع (المتطوعين )، وأعتقد انها القشة التى قصمت ظهر المشروع واصبح منفرا اكثر من كونه جاذبا يجمع الشباب، فمعظم الذين تم اختيارهم للعمل ضمن طاقم الامانة العامة ليس عليهم اجماع ، ولا وجود فعلى لهم وسط المجتمع ، وغالبيتهم أعضاء فى الحزب الحاكم مما اعطى المشروع طابع حزبي بعد أن كانت كل البشريات تشير الى قوميته !! جلست حينها مع الأمين الذي رحب مشكورا بملاحظاتى حول المشروع والامانة العامة بصفة خاصة ووعد باجراء تعديلات مرحلية لم تحدث حتى اليوم. ليشهد شهر اكتوبر ( تدشين ) من نوع آخر شرفه بالحضور للمرة الثانية نائب الرئيس الذي ، افتتح ( سوق الدامر الجديد (خارج مشروع الدامر عاصمة الشباب ) و،( وأعادة العمل لاكمال فندق الدامر / لم يكن ضمن المصفوفة) و( ترميم ستة كيلو سفلتة ) واخيرا بدء العمل بمسبح الدامر الاولمبي ( ضمن المشروع / زرته قبل اسبوعين ومازال حفرة ) . والاسبوع الماضى بدأ العمل بصيانة استاد الدامر بواسطة شركة زادنا أيضا كجهة منفذة ، ولا أدري هل تم طرح المشاريع فى عطاء ام هى حصرية على شركة زادنا فقط ؟؟؟ بعد ان انسحبت الآليات من أمام فندق الدامر وحدثنى صديق اثق فيه بأن ( حفرة المسبح اصبحت مأوى آمن للاكياس الطائرة وكل ما يحمله الهواء مع نسمات الشتاء يجد مقر وسكن له فى حفرة زادنا -أقصد حفرة المسبح الاولمبي). خلاصة القول عام كامل ووحفلات تدشين ونفرات وحجارة اساس والنهاية صيانة استاد الدامر ، الذي يشفق أهلنا هناك أن يفقدوا الملعب التليد دون ان يتم العمل ، فلا بلح الشام يجنون ولاعنب اليمن * ساخر المدينة قال تعبنا من وقف / ثمن / دشن/ وعد / اشاد / اطمأن .. حقوا يسموها الدامر عاصمة التطمينات والتدشينات. * تتحدث مجالس المدينة بان المبنى المستاجر كمقر للأمانة العامة يبلغ ايجاره الشهري 10مليون. [email protected]