لم يسقط الإنقاذ الذي يحكم السودان بالبطش والعنف والجبروت منذ تسعينيات القرن المنصرم لانه جزء لايتجزا من الشعب الذي يتماهى معه فكريا ووجدانيا. ولم يشعر غالبية السودانيين بظلم النظام العنصري الذي مزق وحدة البلاد وضرب استقراره وسلامه في مقتل بعد فصل الجنوب وابادة شعوب دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق طالما يتبنى الهوية العربية ويحكم بالشريعة الإسلامية التي تسببت في معظم الكوارث التي حلت بالبلاد لاسيما بعد فرض الهوية العربية الإسلامية ومحاولة نظام الإنقاذ اليائسة لتصفية الوجود الإفريقي حتى انتهى به المطاف إلى ماتحياه البلاد من حروبات عبثية مدمرة. ودرج ضحايا الإنقاذ في ربوع الوطن على التعاطف مع الفلسطينيين والسوريين لحد التظاهر بشكل هيستيري إحتجاجا على القتل الذي يتعرضون له فيما مليشيات الجمجويت بالامس القريب تغتصب في وضح النهار معلمات بمدرسة عدار الأساسية غربي الجنينة داراندوكا تحت تهديد السلاح ولا أحد يحرك ساكنا بل أطل علينا والي الولاية وحامي ثغر دولة المشروع الحضاري الغربي محاولا إنكار الجريمة وتبرئة مليشياته التي تغتصب وتقتل المدنيين في إقليم دارفور منذ عام 2003ف. وبالرغم من استهداف الجلابي لمجموعات عرقية محددة ولاسيما الافارقة غير ان المستهدفون عاجزين حتى الان عن نبذ خلافتهم والتوحد لمواجهة الخطر الذي يستهدف وجودهم الذي بات على المحك في ظل سياسة التوطين والتمكين وقد استولت مايسمى بالقبائل العرببة التي استوردها نظام الجبهة العربية الإسلامية من غربي إفريقيا وبعض دول الجوار على معظم أراضي السكان الأصليين الذين يتضورون جوعا في مخيمات النزوح واللجوء وهم يتعرضون للاغتصاب والقتل من قبل مليشيات الجمجويت. ومن السذاجة بمكان ان تثير قضية إبعاد الدين عن السياسة مخاوف بعض الحركات المسلحة التي تحمل نفس عقلية نظام الجبهة العربية الاسلامية التي لاتختلف معها جوهريا وتعتقد ان الأزمة السودانية تكمن في تقاسم السلطة والثروة وتتجاهل مسألة الهوية والتهميش الثقافي. واشتهر العرب منذ بروز الإسلام قبل مئات القرون ولاسيما في حقبة مايعرف بالفتوحات الإسلامية بالاغتصاب وتجارة الرق التي مازالت مستمرة إلى اليوم في معظم البلاد العربية ولاسيما المملكة العربية السعودية وموريتانيا، فكيف تتصرف هذه الأمة ان لم تكن خير أمة أخرجت للناس؟؟ [email protected]