بسم الله الرحمن الرحيم ليلة الجمعة الموافق 922017م أعدمت مجموعة مجهولة عدد سبعة أطفال ينتسبون إلي قبيلة الحوازمة رميا بالرصاص الحي, في منطقة الحجيرات غرب مدينة كادقلي, ثم قامت بنهب ما يقرب من 1500 رأس من البقر حسب إفادة ذوو الضحايا. ولزيادة معلومية من لا يعرفون منطقة الحجيرات,إن منطقة الحجيرات هي منطقة تشهد الان نشاطا تعدينيا واسعا عن الذهب,فمن هنا تنبع أهميتها بالنسبة للمواطن والحكومة. الحادث كانت له ردود أفعال وأصداء,و لتبيان ما غمض منها وما لم يعلمه الكثيرون عن أن للحكومة واجب بحكم مسؤوليتها, وأن للحركة الشعبية مسؤولية بحكم تبنيها لقضايا تناضل من أجلها, كما أن للحوازمة تقديراتهم الخاصة لمعالجة الموقف. قرأت خبرا منشورا بتاريخ 922017م مصدره أ.ش.أ في صحيفة الراكوبة الإلكترونية, مفاده أن سبعة من الرعاة تم قتلهم في منطقة الحجيرات غرب مدينة كادقلي بواسطة لصوص بعد مقاومة إنتهت بموت السبع ونهب الأبقار,هكذا أفاد الخبر. ثم تلا الخبر بيان سياسي صدر من قيادة الحركة الشعبية بتاريخ 922017م منشورا بذات الصحيفة, نفت فيه الحركة الشعبية مسؤوليتها عن الحادث وذهبت حسب البيان لأكثر من ذلك, حيث قطعت الحركة عهدا على نفسها بالتعاون مع الحوازمة لكشف الحقيقة وتحمل المسؤولية عبر تكوين لجنة مشتركة للتحقيق في الحادث. نتوقف قليلا عند هذهين البيانيين, الخبر المنشور في البيان الأول مصدره أ.ش.أ حيث اكد أن الحادث أرتكبه لصوص, ولكن لم يبين من أين أتوا وإلى أين ذهبوا ؟ وهذا الخبر المنسوب للمصدر المشار إليه ب أ.ش.أ فيه تبرأة أولية للحركة الشعبية بصفتها التنظيمية رغم انها ضمن قائمة المتهمين حتى تثبت برائتها هي قولا وفعلا ,بينما يحمل الخبر الحكومة المسؤولية الضمنية عن دخول الصوص وخروجهم بالاف الأبقار في منطقة تسيطر عليها الحكومة دون أن تقوم بأدنى محاولة لتقفي الأثر والقبض علي الجناة أو إعادة الابقار المنهوبة على أقل تقدير في نفس يوم الحدث. ثمة خيار اخر كان بإمكان الحكومة إعماله لإظهار جديتها منذ بداية الحادث؛ بتحريك أحدى طائراتها الرابضة ذات التقنية العالية مثل "الانتينوف" المزودة بتقنية تمكنها من رؤية النمل على الصخرة الصماء أو طائرة "الهلكوبتر" أو حتى طائرة "السخوي" المقاتلة يمكن إستخدامها في هذه الحالة الحرجة التي تزهق فيها الأرواح البريئة ويضيع فيها المال. فالطائرة يمكن أن تحلق من فوق الجو وتحدد مواقع الابقار أين ما حلت سواء في مناطق سيطرة الحركة الشعبية أو مناطق أخرى من أجزاء السودان التي تسيطر عليها الحكومة. هذا ممكن. إكتفت الحكومة بمشاركة وفودها في صيوان العزاء وإطلاق بعض التصريحات غير الرسمية التي لا تجدي نفعا لكشف الحقيقة الملحة التي لا تحتمل التأجيل مثل ما هو الان, وهذا لا يعفيها ابدا من مسؤوليتها في الحماية لاي مواطن وممتلكاته. وأما البيان الثاني الصادر من الحركة الشعبية, في تقديري الخاص, يحمل في طياته قيمة كبيرة لأهلنا المتضررين وفيه نافذة من خلالها يمكن البحث عن الجناة والأبقار المنهوبة في مناطق سيطرتها وبواسطتها هي كما أبدت رغبة في ذلك. وبما أن الحركة الشعبية قطعت وعدا وتعهدت في بيانها الصادر من قيادتها بانها على إستعداد لتقوم بالتحقيق من أجل التوصل لحقيقة تعيد المظالم من جهة وتثبت جديتها في الدعوة للتعايش السلمي والمواطنة المتساوية من جهة, فلا بأس من إغتنام الفرصة اليوم قبل الغد وإستعجال اللاحق منها. ونسأل.. لماذا لا تتعاون الحكومة والحركة الشعبية في مثل هذه المواقف الخاصة بمصلحة المواطن لدعم وقف إطلاق النار المعلن من طرف الحكومة كبادرة حسن نية, مادام الطرفان يتحدثان عن مصالح شعب و بعيدا عن المزايدات والمكايدات السياسية ؟ وأخيرا أقول: إن الحادث المركب هذا يمثل ضربة قوية ليس للحوازمة في ذاتهم ,بل لضرب حالة التعايش وهز أركانها من جديد. ومع ذلك, نؤكد ان للحوازمة قدرة على التحمل والصبر, وهم على إستعداد لتحمل المزيد من اجل التعايش السلمي والمحافظة على النسيج الاجتماعي مهما يكون الثمن, ولكن غاب عن فطنة المجمرمين بأن للحوازمة؛ حلما وحكمة, يلهمانهم الرشد وحسن التصرف في مثل هذه المواقف. وشكرا حامد يعقوب كادقلي 1322017م [email protected]