(1) في حكومة مايو قبل ما يقرب من نصف القرن ، كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة القرارات الفجائية للرئيس السابق جعفر محمد نميري, هي نشرة الساعة الثالثة في الإذاعة السودانية. وزراء حكومة نميري أغلبهم علم بخبر الإطاحة بهم عن طريق نشرة الساعة الثالثة. الآن نحن في عصر تغريدات دونالد ترامب على توتير ، فقد خرجت أشهر قرارات دونالد ترامب من (تغريدة). انتقلنا من نشرة ثلاثة إلى التغريدات. تغريدات ترامب تجاوزت الحدود الشخصية للرئيس الأمريكي ..بل تجاوزت حدود الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلغ تأثيرها العالم كله. العالم أصبح الآن تديره (تغريدة). (2) من باب الشيء بالشيء يذكر, فإن مع كل التغريدات المتداولة إلا أن موقع تويتر لم يحقق أية أرباح منذ انطلاقه قبل 11 عاماً. هذا الأمر سبب قلقا كبيرا حول قدرة الموقع على توسيع قاعدة مستخدميه. لكن الأكيد أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب, أنعش موقع تويتر إذ يعتبر أنشط رواد الموقع، ربما يعيد ترامب للموقع أرباحه السابقة بعد أن اعتاد ترامب على اعتراض الطريق أمام وسائل الاإعلام التقليدية بالتغريد بكثافة على تويتر. فهو الرئيس (المغرد). رصيد ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي - أكثر من 24 مليون مشترك في الحساب الشخصي لترامب على تويتر.و15 مليون معجب على (فيسبوك). و4 ملايين متابع في (انستغرام). (3) قبل ترامب كنا نعتقد أن الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة فيه يمثل نوعاً من (الفياقة) ، وعدم الشغلة، حتى جاء ترامب فأصبح هو المغرد الأشهر والدائم على تويتر. في برنامج (توداي) الصباحي الذي يبث على تلفزيون إن بي سي في ديسمبر الماضي, سأل المذيع الرئيس الأمريكي الجديد لماذا لا تتوقف عن التغريد بعد ان أصبحت رئيساً ؟ فقال ترامب :(وجدت أن تويتر يربطني مباشرة بالناس . وجدت أنني لا أحتاج لمؤتمرات صحفية، وتعقيدات برتوكولية). صحيفة (نيويورك تايمز) كانت قد طرحت على صفحاتها هذه الأسئلة : (هل ستكون تغريدات ترامب مصدر الأخبار للبيت الأبيض؟)...وأضافت الصحيفة في تساؤلاتها (كيف يغطي الصحافيون تغريدات ترامب المستفزة والمثيرة للجدل والمبهمة، في كثير من الأحيان). (4) مع أن التعليق على الحساب الشخصي على تويتر يسمى (تغريدة) ، إلّا أن ترامب كانت معظم (تغريداته) عبارة عن (شتائم). فقد شتم ترامب على حسابه في تويتر شخصيات معروفة وشتم دولاً عديدة من بينها الصين وبريطانيا وتسببت تغريداته تلك في حدوث (ربكة) دبلوماسية وإعلامية كبيرة. صحيفة (تشاينا ديلي) تحدثت عن تغريداته وكتبت عنها (يحتاج عديم الخبرة هذا إلى دروس مكثفة في السياسة). ودعت صحيفة (الشعب) إلى عدم التعامل مع تغريدات ترامب لأنه جاهل أو ساذج أو الاثنان معاً. (5) هذا العمود لا علاقة له بالتغريدات الأخيرة التي ظهرت لرئيس حزب المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي. بعد رحيل الترابي أصبح السنوسي يغرد. الانتباهة