** لم ينتصف هذا الشهر يناير كانون الثاني الذي بدأ يزحف بطيئاً ومتكاسلاً رغم قلة أيامه مقارنةً بغيره من الأشهر ، حتى شهدت البلاد هنا وهناك أحداث متوالية أقل ما يقال عليها انها دخيلة ومحزنة ومؤسفة وقاسية ، كان الله في عون البلاد والعباد . يناير هذا ستكتب الصحافة عنه بعد نهاية هذا العام أنه شهد كذا وكذا من الأحداث ، وكل ما نتماه ونرفع له الأكف بالدعاء أن تمر الأشهر الأخرى المقبلة بسلام ، وأن لا تنغِص للناس راحتهم في الكثير من أرجاء البلاد كما حدث ، عّله وحيدا وفريداً تذهب ما تبقت من أيامه إن لم تحمل ما يفرح ويسر ، على الأقل ما لا يدمي الفؤاد حزنا وفي أمان الله . أبرز ملامح هذا الشهر حتى الآن الإسهالات المائية التي تنتقل من وإلى ، إنفجار عمارة اركويت في الخرطوم "مواد متفجرة وجوازات سفر أجنبية " وجريح , و إلى آخر فصول الحكاية المريبة و "يكاد المريب أن يقول خذوني " ،و" إصابة تسعة عشر ألف مواطن ووفاة 46 مواطناً بسوء التغذية والدرن بولاية كسلا" كما أوردت صحيفة الصيحة بتاريخ يوم 14 ، سبعة قتيل وعدد من الجرحى من الروواقة بولاية جنوب كردفان في حادث أقل ما يقال عليه أنه يحمل كل البشاعة ، أحداث قدير "كالوقي" وحريق عدد من آليات أحد المصانع من قبل الإهالي هناك ، نيالا تلك المدينة التي إنتقل إليها الأهالي تاريخيا منذ أكثر من مائة عام من مدينة "دارا" بسبب العطش حينها ، هاهي تشرب من ذات الكاس إثر نقص حاد في المياه بعد خروج أكثر من 12 بئراً من جملة 18 من الآبار الرئيسية ، مصرع معلمة بإنهيار حمام مدرسة بأم درمان ، حادثة نهب مسلح في طريق المنطقة الشرقية لولاية جنوب كردفان بين تجملا وتاندك ، حادثة إغتصاب طفلة كوستي ذات الثلاثة ربيع ، وغيرها أحداث أخرى كثيرة في أمس الحاجة لتضافر الجهود الرسمية والشعبية حتى إن لم تختف عاجلا ً ، أقله تتقلص لأنها بما فيها الجرائم والمصائب فوق طاقة هذه البلاد المنهكة . الحكومة يجب أن تعي أن المخدرات بأنواعها بدأت تنتشر بصورة أكبر من ذي قبل ، وفي البال ال(120) ألف حبة التي تم ضبطها مؤخرا داخل تانكر وقود ، هي أساس الكثير المثير من المصائب التي تحدث مؤخراً ، فضلاً عن حسم مسألة الوجود الأجنبي بالبلاد حتى لا تتطور وتتكرر مثل حادثة أركويت حينها لا قدّر الله تكون الأمور قد خرجت عن السيطرة وهذا ما لا يرجوه كل غيور ، في الواقع الحكومة في حاجة لثورة شاملة تضبط من خلالها موازين الأمن وتضمن السلامة والإستقرار للمواطن والوطن والبراءة التي تغتال من وقت لآخر ، قلبي على تلك الطفلة ، "طفلة كوستي " . محطة أخيرة مصائب ولكن ! لا نقول إلا ما يرضي الله . [email protected]