مزيد من الادلة أعلم ان مصالح الجماعة فى الداخل والداعمين فى الخارج تجعلهم ينصتون ولكن لا يسمعون ، وينظرون ولكن لايبصرون . هذا ما يحدث وحدث فى كل الحالات السودانية وغير السودانية المماثلة . فى التاريخ الذى لايزال ماثلا فى الاذهان : بن على ومبارك والقذافى . ومع ذلك سأواصل التذكير ، فلعل الذكرى تنفع هؤلاء واولئك ، ولو لم يكونور مؤمنين ! أرى ان الظرف الحالى هو أفضل ظرف للعمل المعارض ، وذلك لعدة أسباب : أولا : هذه الفترة شبيهة فى بعض جوانبها بفترة مابعد نيفاشا ، فربط الغاء العقوبات بدرجة أو أخرى بحقوق الانسان والديموقراطية ، وخصوصا بعد تصريحات ماكجفرن القوية الاخيرة ، يمكن ان تفيد المعارضة والعمل الشعبى بتوسيعه وتحريره من القيود التى تدعى القانونية ، مثل منع عمل الاحزاب الجماهيرى خارج الدور او منع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ..الخ . ثانيا : اقتناع أطراف المعارضة بالتوجه نحو الانتفاضة بدرجة أو أخرى ، خصوصا بعض وضوح اهداف النظام من حوار الوثبة . ويتبقى لملمة أطراف المعارضة فى كيان واحد ، او على الاقل الوصول الى درجة من درجات التنسيق . ويتبقى ايضا أتخاذ موقف واضح وموضح من محاولات مايسمى بالمجتمع الدولى والاقليمى لانفاذ هبوط ناعم للنظام . ثالثا : فرزت الكيمان الى حد كبير ، فاللاعبون فى المنطقة الوسطى والراقصون على السلم ، لم يعد فى امكانهم الاستمرار فى هذه الممارسة . الادلة واضحة وضوح الشمس . فمثلا لم يجد المؤتمر الشعبى بعد التصريحات القاطعة من الرئيس حول التعديلات الدستورية ، وكذلك تعيين نائب الرئيس رئيسا للوزراء، لم يجد بدا من الرضوخ ، بل وتأييد الخطوات التى قام بها الرئيس من طرف واحد . وكذلك ثصريحات السيد غازى التى لاتشبه مواقفه السابقة الاقرب الى مواقف المعارضة . من الواضح ان الذين لايزالون يتمسكون بمخرجات الحوار ، لايزالون يتمسكون بالامل فى جزء من الكيكة ، حتى ولو كان وزارة العدل فى زمن الظلم ! رابعا : وضح الخلاف داخل بيت النظام . تعيين السيد بكرى ، حسم الامر بشكل قاطع بين العسكر والحرامية . السبب ، بالاضافة الى تمسك الوطنى ( الذى هو الرئيس ) بكامل السلطة المدججة بسلاح الجيش والامن الذى لايريد ان يتنازل عن وضعه الدستورى الحالى الذى يخوله فعل مايشاء فى خلق الله ، هو ايضا الاشارة الى الحلفاء الجدد بان دور الاسلاميين فى السلطة قد انتهى الى غير رجعة ! وهذا ايضا جزء من فرز الكيمان فى الجهة المقابلة ! هذه كلها أمور تصب فى صالح نظرية نضج الظروف الموضوعية للضربة القاضية ، فهل يبصر الذين ينظرون وينصت الذين يسمعون قبل فوات الاوان ، أم ستظل على قلوبهم اكنة وفى اذانهم وقر ؟! وعلى أى حال ، فعلوا أم لم يفعلوا فالثورة مستمرة . هذا ليس خيالا أو تمنى ، فالمراقب باستنارة للشأن السودانى يرى ان الثورة فعلا مستمرة وهى تكتسب ارضا وزخما فى كل يوم. المواقف التى يتحذها أهلنا فى كردفان ودارفور من مصانع الذهب ، والمواقف التى يتخذها أهلنا فى الشمال من قضايا السدود والنفايات وخطة أخلاء المنطقة للمستثمرين الجدد، ومواقف تحالف مزارعى الجزيرة من خطط بيع المشروع ، ومعارك الطلاب المستمرة مع الادارات الانقاذية ، معارك المعتقلات والمحاكم ، واعلان السيد الصادق انه لن يقبل اى منصب رسمى فى اطار الانقاذ بشكلها الحالى " الله يستر ماتغير شكلها ! " ، الى غير ذلك من التحركات التى لايفشل فى رؤيتها الا الاعمى بصرا وبصيرة ! وهكذا ترون – أو لاترون – ياسلاطين الداخل والخارج ان الانفجار قريب ، بأذن الله ، ويومها لاينفع الا الموقف الذى اتخذتموه قبل الانفجار ، وقد أعذر من أنذر !!