لقطر ايادى بيضاء على السودان وشعبه كسائر دول الخليج ، امتدت حبال الود والوصال منذ زمن ليس بقريب، يعود الى هجرات العرب الاولى وربما ابعد من ذلك. هذه العلاقة القوية اصابها الفتور الذي وصل حد القطيعة ابان حرب الخليج الاولى ووقوف السودان فى بداية تسعينات القرن الماضى الى صف العراق حين اجتاحت الكويت ،هذا الموقف الذي ما زال الشعب السودانى يدفع ثمنه غاليا حتى اليوم. تدريجيا وحسب مجريات الاحداث فى المنطقة اصبح ( موقع السودان ) الجغرافى مهما للعب دور يجنب العرب شرور المد الشيعى العدو الاول لمنطقة الخليج السنى ، مما يهدد المصالح الغربية اذا ما اضطربت الاوضاع السياسية فى العمق العربي ( الخليج ). فالامارات لم تكن اكثر حرصا من جاراتها فى بناء جسور ثقة مع النظام فى الخرطوم مثلها مثل السعودية فى عهدى الملك فهد ومن بعد الملك عبدالله ، اللذين تعاملا مع المد الشيعى فى اليمن بشئ من الحذر دون الدخول فى حرب مباشرة مع الحوثيين ومن خلفهم ايران ، مع الخوف من تعطل المصالح السعودية حال الدخول فى حرب مفتوحة صريحة ومباشرة خارج الحدود. والكويت صاحبة الوجعة مازالت تقدم قدما وتؤخر اخرى بخصوص تقوية علاقتها بالسودان ، اما قطر فقد اندفعت بكلياتها لتلعب هذا الدور متحررة من القيود العربية المرتبطة بمصالح دول التعاون الخليجى مغردة بمفردها فى الانفتاح على الاخر داخليا وخارجيا بجرأة كبيرة ساعدها فى ذلك تفهم قيادتها لمتطلبات النهضة الحديثة وكيفية ايجاد موطأ قدم وسط الكبار فانفتحت فى كافة المجالات اهتمت بالاعلام اولا كوسيلة لايصال صوتها ومن ثم بالرياضة التى انطلقت عبرها الى اوربا ، لتأهيل البنية التحتية بمواصفات عالمية ، فنافست فى شراء حقوق البث لاكبر المحافل الدولية فى الرياضية بطولات معظم القارات وكاس العالم منافسة فى ذلك دولا وقنوات ذات تاريخ طويل ، كما استعانت انديتها بخبراء المناشط الرياضية المختلفة لتاهيل الاندية ولم تستح من تجنيس كل من ترى انه يستطيع ان يمثلها ويحمل الوانها فى تلك المحافل ، ولم يتفاجأ العالم بظفرها بتنظيم اكبر محفل رياضى فى العالم للعام 2022 وهو كاس العالم ، باستضافته على اراضيها متفوقة على دول كبيرة تفوقها تاريخا. تحرك شيوخ قطر فى اوربا مستثمرين لاسياح ينفقون الاموال فى الملاهى والليالى الحمراء، اسسوا اكاديمية اسباير التى اصبحت قبلة للمشاهير فى جميع الرياضات لما تحويه من نظام عالمى ومواصفات لملاعب و قاعات وصالات تدريب لاتتوفر حتى فى الغرب نفسه ، اذ اصبحت جاذبة للتدريب وتأهيل الكوادر الفنية والادارية مصحوبا ذلك بتطبيق عملى على مجموعات النشء بمختلف الاعمار ، ولم يتوقف القطريين عند هذه المحطة كثيرا فغزوا اوربا بحيث احتلت منظمة قطرية الخيرية صدر معظم الاندية الاوربية برشلونة كمثال ولم ، بينما اشترى القطري ناصر. الخليفى نادى باريس سان جيرمان،، وضم اغلى اللاعبين فى العالم. هذه هى قطر وكتابها كدولة تسعى جاهدة بحفر اسمها فى الصف الاول جنبا الى جنب اعتى الدول اقتصاديا، وثقافيا وسياسيا. وفى السودان لا يستطيع احد ان ينكر الدول المتعاظم والسعى الحثيث للقيادة القطرية فى اطفاء نار الحرب فى دارفور ، والرحلات الماكوكية لوزير خارجيتها متنقلا بين باريس وبرلين والفاشر والخرطوم وحتى انجمينا من اجل لم شمل الفرقاء. وهاهى الشيخة موزة عبر منظمتها ، تسعى لاحداث تنمية حقيقية فى السودان باهتمامها بالتعليم والبنية التحتية، لكن الاهم فى زيارتها هذه لفت نظر العالم بوجود الحضارة المروية الاصل فى منطقة البجرواية ، بحيث سددت ضربة قوية للسياحة فى مصر لم تقوى الاف الكتب والاعمدة والقنوات المصرية على الوقوف امامها ، فما فعلته الشيخة موزة فى خمس دقائق هد حضارة مزعومة وزائفة وملونة ومغشوشة استمرت لالاف السنين ، مما مهد الطريق للتسويق للسياحة فى السودان وذلك يتطلب عملا من الجميع سواء معارضة او حكومة ، بترك هذا الامر للمختصين فقط دون تدخلات سياسية وبحث عن كسب سياسي رخيص ، فالفرصة الان مواتية اكثر من ذى واى محاولة لتجيير هذه الزيارة ونسبها ،يفسد التاريخ ويضيع فرصة خروج السودان للعالم بصورة لن تكرر فى المستقبل، كما يجب استغلال صور الشيخة موزة كخلفية فى القنوات السودانية والصحف والمجلات الاجنبية التى. يعمل فى ادارتها سودانيين. - انتهى الدرس ياااااااا [email protected] -