ايها السادة هل تذكرون عندما تناولت سيرة المناضل الجنوبي عبد الرحمن سولي.. وكنت ذكرت في جزء منها (اي السيرة) انني التقيت بعبد الرحمن سولي صدفة داخل اجزخانة الاسرة بحي ملكال التى يملكها محمد على الشهير بالريس.. ثم امرني الريس ان اُوصل عبد الرحمن سولي الى بيته .. محمد على الريس وفد الى جوبا منذ زمن طويل وهو من الاباء المؤسسين لها.. كان صاحب هيبة وحضور طاغ وجريء لا يخاف في الحق لومة لائم ويقول للاعور انت أعور.. تزوج هذا الرجل المكافح من حاجة روضة التى تربطنا بها صلة قرابة بعيدة.. وكانت امراة صالحة ومحسنة للفقراء وتحب العطاء.. يفصل بيت الريس عن بيت شقيقتي وزوجها جعفر ابن عوف شارع ليس إلا.. وكنا نذهب الى بيت الريس باستمرار يوم الجمعة لمشاهدة مسلسل الاطفال سندباد حيث يوجد لديه مولد كهرباء.. اضف ان ابراهيم محمد على ابن الريس كان صديقي ودفعتي في المدرسة الابتدائية.. من عادتى عندما اكتب مقالا في صحيفة الراكوبة اجعل له نسخة على صفحتى الشخصية في الانترنت.. ومقالي الاخير بعنوان (زيت البنقو) حظي بنفس الشيء.. فكان ان علق ابراهيم محمد على ابن الريس على صفحتي في الفيس بوك بالاتي : (والله ذكرتني الشجرة التى ننبت صدفة امام بيتنا في حي ملكالبجوبا ..كانت شجرة جميلة وخضراء وريانة تسر الناظرين.. مما دعا الحاجة الروضة والدتي بالاهتمام بها ورعايتها وسقايتها الي ان بلغت من الطول اكثر من مترين.. في يوم زارنا احد الاعمام وكان من المهندسين الزراعيين.. علي ما اذكر كان احد ابناء جدنا عبد الحي عبود.. وذلك للكشف علي شجرة موز اصيبت بكسر نتيجة لثقل السباطة (الزبيطة).. بعد تجبيرها والاطمئنان عليها.. ارادت الحاجه الروضة ان يتم الكشف علي باقي الاشجار.. ومنها تلك الشجرة الجميلة شديدة الخضرة التى ذكرتها انفا.. اول ما وقع نظر الباشمهندس عليها.. صاح متسائلا: انتو عارفين دي شجرة شنو ؟ قالت الحاجة روضة :لا ماعارفنها لقيناها هنا كانت صغيرة عملت لها الحوض دا.. المهندس الزراعي قال : دي شجرة بنقو .. الحاجة روضة صاحت : ااآاه بنقو اجري ياولد نادي ابوك .. جريت نحو والدي الريس وصحت :يابا.. يما قالت ليك تعال.. سال الريس: في شنو ياولد؟ قلت له: عندنا شجرة بنقو اااآ سال باستعجاب: وين؟ قلت : جنب شجرة الموز.. هاك ياجري انا ووالدي الريس .. سال الريس الباشمهندس :وين شجرة البنقو ياباشمهندس؟ اشار لها :ياها دي.. والدي الريس صاح : ياولد جيب الساطور جريت واحضرته.. و(كع) قطعها .. وقال لي آمرا :وديها (الكوشة) وبسرعة سحبتها ورميتها في (الكوشة)) ايها السادة هؤلاء هم الرعيل الاول والاباء المؤسسين لمدينة جوبا الذين تتلمذنا على ايديهم وتعلمنا كيف تُحل المشاكل بسرعة البرق وفي ساعة وقوعها.. لاحظ حالة الاستنفار وحالة الطواريء التى حدثت في بيت الريس منذ العلم بان النبتة ماهي الا شجيرة بنقو وكيف تعاملت حاجة روضة بالسرعة القصوي لتمليك زوجها واقع الامر حيث صاحت على ابنها (يا ولد امشي نادي ابوك).. وعندما علم الريس بحقيقة الامر تصرف على وجه السرعة وصاح (ياولد جيب الساطور).. في ظرف دقيقة او ثلاثة دقائق تم حل المعضلة.. وكان مرقد النبتة في مقابر النفايات (الكوشة).. سادتي في دولة (الخليفة السادس المطاع بامر الله) تدخل وباستمرار شحنات وشحنات من المخدرات يوميا على ظهور الحمير والجمال والتناكر واخيرا بالحاويات.. وتزرع في ارض الخلافة الراشدة (بلاد الغبش) اُلوف واُلوف الافدنة بالمخدرات سواء بالمطر او الري الدائم.. لو ان الدولة تحركت بذات همة ونشاط الريس وزوجته الحاجة روضة في مكافحة نبتة نمت بالغلط امام بيتهما.. لما رأينا تاجر مخدرات بين (يحوم) ظهرانينا .. فعلا (ريس من ريس يفرق).. [email protected]