ننعي بمزيد الحزب والاسى الأخ الصديق والرفيق العزيز معتصم بشير نمر الذي رحل إلي دنيا الخلود نتيجة حادث حركة مشئوم عندما كان عائداً من الدندر في طريقه إلى الخرطوم في اليوم الثاني والعشرون من شهر ابريل2017. رحل معتصم الإنسان الذي يتمتع ويجسد كل الصفات الحميدة المطلوب توفرها في الشخصية السودانية وهب كل ما يملك من إمكانيات فكرية وعلمية وسياسية ونشاط خلاق في مجالات وميادين الحياة التي اختارها لنفسه طائعاً مختاراً همه الأول والأخير خدمة المجتمع السوداني الذي نما وترعرع فيه وتشرب باخلاقه وتقاليده الاصيلة السمحة. ووجد في اتحاد الشباب السوداني البيئة المناسبة والملائمة التي تلبي تطلعاته وتحقق ما يصبو إليه من آمال في محيط حياته فانتمى للحزب الشيوعي السوداني واتحاد الشباب. ووضع كل إمكانياتاه في تحقيق أهدافه، انتمى لاتحاد الشباب في وقت مبكر من حياته وإنخرط في نشاطه بحماسة فائقة وتجرد ونكران ذات وعقل مفتوح للتعرف على مضامين وأهداف أهله، للتعرف على مضامين وتجارب الحركة الشبابية الحديثة والمتطلعة والواعدة لبناء مستقبل جديد زاهر ينعم فيه شباب السودان بالحرية والديمقراطية والحياه الكريمة التي تتوفر فيها كل الامكانيات لإستيعاب طاقات الشباب وتنمية قدراتهم ومؤهلاتهم وابداعاتهم. وجد الراحل معتصم في الرعيل الاول من الشباب الذين أسهموا في تكوين اتحاد الشباب خير معين في تحقيق ما يصبو إليه حتى أصبح أحد القياديين البارزين في الحركة الذين تحملوا عبء مهامها في اصعب الظروف التي مرت بها ظل يتحمل هذا العبء حتى فارق الحياه. كان بين القياديين الذين أسهموا في تكوين الاتحاد وانخرطوا في نشاطه على سبيل المثال لا الحصر الرفاق مصطفى الشيخ، احمد حبيب ابو القاسم، خليل الياس، جلال السيد، محجوب بخيت، حامد عثمان بشير، عبد الفتاح زيدان، حامد عبد العزيز، عبد الله علي إبراهيم، صبري جسور، بشرى عبد الكريم وعلي السيد وشخصي محمد مراد وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم. وجود الرفيقات الجليلات نور محمد عثمان ومريم العاقب كان له نكهة خاصة ومقام سامق في نشاط الاتحاد. القائمة تظل ناقصة إذا لم يتم حصر وتوثيق نشاطات وأعمال الاتحاد خارج المركز اي على مستوى فروع الاتحاد في اقاليم السودان المترامية الاطراف. لا يغيب عن البال وضع الاقليم الجنوبي قبل الانفصال حيث كان للاتحاد وجود ونشاط بارز. تلك مهمة يتطلب إنجازها تكوين لجنة من رفاق عاصروا نشاط الاتحاد عن قرب عبر السنين الماضية منذ تكوينه. في تقديري ان الرفيق خليل الياس على رأس اللجنة مهم للغاية. معلوم أن نشاط الاتحاد قد توسع ولم يختصر على إطار المحيط الداخلي بل تعداه إلى المحيط الخارجي العالمي منذ أن أصبح الاتحاد عضوً في اتحاد الشباب العالمي الديمقراطي وأصبح الاتحاد ممثلاً لمركزه القيادي في العاصمة الهنقارية بودابست حيث تعاقب على تمثيل الاتحاد عدد من ممثليه نذكر منهم الشيخ محمود بابكر جعفر، خليل الياس، عبد الباسط ميرغني، الرشيد خلف الله، حامد عبد العزيز، حامد عثمان بشير وهالة عبد اللطيف كمرات. تجدر الإشارة إلى أن الرفيق الراحل معتصم قد عرض عليه عدة مرات الإنتقال إلى بودابست لتمثل الاتحاد لكنه اعتذر و آثر البقاء في السودان نسبة لإرتباطه بمهام ومسئوليات اخرى تتعلق بنشاطه في جمعية حماية البيئة التي أصبح مسئولاً رئيسياً فيها يصعب الاستغناء عنه حتى وان كان ذلك لفترة قصيرة. إذا أضفنا إلى كل ما أسلفنا ذكره ان الرفيق الراحل معتصم يعتبر أحد القادة البارزين في الحزب الشيوعي الذين تولوا مسئوليات هامة في عمل الحزب ونشاطه على مدى سنين طويلة. نخلص إلى أن الحزب واتحاد الشباب والمجتمع السوداني قد فقد ابناً باراً ومناضلاً جسوراً كرس كل طاقاته ومؤهلاته لخدمة شعبه عبر المؤسسات التي إنتمى إليها وأصبح واحداً من قادتها البارزين الذي لم يكل ويمل من تحمل المسئوليات والتفاني والاخلاص في إنجازها. من نافلة القول ان اسرته الصغيرة والممتدة وأهله وأصدقائه يفتقدونه كثيراً بعد رحيله المفاجئ خاصة زوجته السيدة جواهر سيد أحمد وأبنائه وأهله بالاضافة إلى مجتمع حلفاية الملوك والجريف الذين كان حاضراً بينهم في كل المناسبات التي تجمع ولا تفرق في الافراح والأتراح. العزاء لهم جميعاً. نحن رفاقه وأصدقائة الذين عاصروه وقضينا سنين العمر معه بحلوها ومرها وناضلنا جنباً إلى جنب لتحقيق تطلعات وأماني شعب السودان نفتقده اليوم كثيراً ونتحسر على فراقه لكننا نضمد جراحنا ونقوي عزمنا ونعمل على ملء الفراغ الذي تركه وسنحفظ ذكراك العطرة الندية يا معتصم وتاريخك الملهم وسنسير على دربك ما دمنا على قيد الحياة. دكتور محمد مراد براغ 23 أبريل2017