بسم الله الرحمن الرحيم يعتبر مقرن النيلين ظاهره كونية ربانية ليس لها مثيل فى جميع انحاء العالم وهى كنز من الكنوز التى حبانا بها رب العزة و الجلال فى ابداع خلقى عظيم (وتبارك الله احسن الخالقين )فالتدبر و التفكر فى مخلوقات الله عز وجل وفيما خلق هى روح ايمانية بليغة واستغلال و اعمار الارض هى هدف من اهداف شرع الله والتمكين وإستغلال موارد الارض والطبيعة هى هدف استراتيجى لكل مسلم، والانسان كما ذكر الدكتور العالم محمد دويدار فى كتابه مبادئ الاقتصاد السياسى (ص16)(من أميز ما يفرق الانسان عن غيره من الكائنات أنه كائن يجد نفسه فى موقف مواجهة للطبيعة ،فالكائنات الآخري تمثل جزءا من الطبيعة مستكينة لها تعيش على ما تعطيه لها وتنقرض إن لم تعطها وإذا ما فشلت فى ان تكيف نفسها وفقا للظروف الطبيعية فى تغيرها المستمر. أما الانسان فكائن مضاد للطبيعة لا يستكين لها و لا يعتمد عليها بلا تفاعل من جانبه )وكماذكر ايضا وفى نفس الصفحة (16)( بأن الانسان كائن مضاد للطبيعة له حاجات لا يمكن اشباعها من ذاته ، و انما لكى يتم ذلك يتعين عليه ان يتوجه الى الطبيعة .للإنسان حاجات تدفعه الى الحركة فى عالمه الخارجى لإشباعها .فهى حاجات موجهة تمثل فى الانسان أصل كل حركة او دنياميزم) ويستمر دكتور محمد دويدار فى هذا الكتاب الرائع و صف مجهودات الانسان فى تسخير ما يشبع حاجياته بما يبذله من جهد مستمر ليحفظ وجوده فى هذه الحياة ونحن هنا فى السودان وكما يظهر جليا لقد استكنا للطبيعة وصرنا كأننا ضمن الكائنات الآخري فى طريقنا المستمر نحو الانقراض!!! كما ذكر علماء وخبراء الاقتصاد بأن تقويم الاقتصاد يتم عن طريق الصادرات و العنصر الآخر هو السياحة وذلك لتوفير وحل مشاكل التعاملات الخارجية عن طريق توفير العملة الصعبة فهناك دول تعيش على مواردها السياحية ، فالسياحة هى علم و فن من فنون هذا الزمان فالدول الراشدة و الناضجة تعلم تماما هذا المنشط الحيوى الذي يدعم اقتصادياتها ويوفر فرص العمل ويحرك عجلة الاقتصاد بدوران رأس المال الانتاجى لذلك نجد بعض الدول ركزت سياساتها على السياحة التجارية مثل دولة الامارات العربية متمثلة فى امارة دبى وهناك دول ركزت على السياحة العلاجية كالاردن مثلا وهناك السياحة الطبيعية و السياحة التعليمية وهكذا !!!! !!!نحن فى السودان لم نبذل جهدا لتطوير السياحة بكل انواعها والوانها علما بأنها وفى تقديري كلها متوفرة ويمكن ان تكون موارد حقيقية توفر لنا عملات صعبة فى ظل الظروف الراهنه لتسد الفجوة العميقه والشح الباين مابين الطلب على العملات الصعبة وعرضها المتناقص يوما بعد يوم وما بين التخبط فى القرارات الاقتصادية السالبة .!!! ومن أكبر اخفاقاتنا السياحية فى السودان هو مقرن النيلين ،لم نحسن التصرف فى مقرن النيلين ولم نتفاعل مع هذه الظاهرة الطبيعية ونسخرها ويتم استغلالها كما ينبغى ولم نعطيها حق قدرها ولم نقتلها بحثا و علما و إعلاما ولم نقدمها للعالم كثقافة سياحية . نهرين من الجنوب و الشرق يقطعون الالاف من الكيلومترات و الفيافى و البلدان و الوديان تتعرج مرات و تستوي مرات آخري تشق السهول و الوديان و المياه العذبة المتدفقة والاراضى الخصبة التى زرع اهلى على فخذيها حدائق غلبا و فاكهة و ابا متاعا لهم و لا انعامهم (فتبارك الله احسن الخالقين ). يلتقيان و يتعانقان النيل الازرق و النيل الابيض فى مقرن النيلين فى منظرجميل بديع بعد هذا السفر الطويل الذى لم ينهك قواهم بل تجددت طاقاتهم و قوتهم متكاتفين متحابين متعاونين فى اصرار بليغ يدعم بعضهم بعضا لمواصلة المسيرة الطويلة المنتظرة عبر نهر النيل العظيم .!!! السياج المضروب على مقرن النيلين وحجبه عن الانظار بما يسمى بمنتزه المقرن العائلى فى اعتقادي و بنظره اقتصادية فاحصة ، فعل مفعول يصب فى تدمير البنية الاقتصادية السودانية السياحية وواحد من المعوقات الاقتصادية التى طمست وغيبت معالمها بليل !!! كما فعلوا فى تغييب الحضارة السودانية فى مملكة نبته و كوش و الاهرامات السودانية العريقه و التى رفعت الستار وكشفت عنهم الزيارة الاخيرة للشيخه موزه للسودان .!! كنت أتمنى أن يكون برنامج الشيخه موزه يتضمن زيارة مقرن النيلين الذي لا يمكن مشاهدته عن قرب او إلتقاط صور تذكاريه عليه إلا عن طريق المركب ، وكثير من الاجانب الذين إلتقيتهم فى زياراتهم للسودان رغم قلتهم اول سؤال يتبادر فى أذهانهم Is it easy or possible to see the coupling the White Nile and blue and takes some photos? أيكون من السهل او الممكن ان نري مقرن النيلين و إلتقاط بعض الصور ؟!!!! وهكذا يكون ردي لهم بأن مقرن النيلين مدفون و راء هذا السياج و لا يمكن الوصول الى هناك إلا عبر مركب والدهشه تغمرنى و تغمرهم فانا مواطن سودانى حتى الان لم استطع ان إلتقط صورة و انا فى مقرن النيلين فما بالك بالاجانب ؟!!!!! اتمنى ان تهتم الحكومة القادمة بالقطاع السياحى عامة وتركيز الاعلام السياحى وتسهيل انسياب السواح ورفع الضرائب الباهظة عن الفنادق ، فالنشاط السياحى هو الافضل للسودان وللاقتصاد السودانى من عشرات المستثمرين وافضل من مصلحة الجمارك و الضرائب و الجبايات بكل مسمياتها ،،،،،!!!!!! بقلم / عبدالمنعم على التوم العشرون من مايو 2017-05-20 [email protected]